عاشت زنبقة بيضاء في إناء جميل..
هي لا تذكر تماماً المكان الذي جاءت منه.. لأنها سكنت هذا الإناء منذ زمن بعيد وكانت برعماً صغيراً.. لكنها اليوم أصبحت زنبقة كبيرة، ذات ساق طويل ممتد جميل..
عنق الزنبقة يصل إلى مكان مرتفع.. تزهو بعنقها الجميل كما تفخر برائحتها الزكية..
لم تشك الزنبقة يوماً من إنائها..
كان الإناء يحبها كما تحبه..
عاشت الزنبقة البيضاء في موطنها الجديد هذا وهي بالكاد تذكر موطنها الأصيل..
هي تحن دائماً إلى الحديقة الغناء حيث ولدت وعاشت طفولتها..
لكنها اليوم سعيدة بوطنها الثاني.. رغم أنها لا تنكر وطنها الأول.. وتفخر بالوطنين معاً..
د.طارق البكري