فريهان
المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 01/11/2013
| موضوع: جميل السلحوت : قراءة في محكمة الالوان للدكتور طارق البكري الأربعاء نوفمبر 06, 2013 12:31 am | |
|
جميل السلحوت :
قراءة في محكمة الالوان
للدكتور طارق البكري
" محكمة الألوان " قصة اطفال للدكتور طارق البكري ، قرأناها في أكثر من موقع الكتروني ، ولا نعلم إن صدرت في كتاب أم لا ، لأننا نحن القابضين على جمر تراب المتاح لنا من فلسطين الذبيحة ، معزولون عن امتدادنا العربي ، مع أن بلادنا تمثل قلب الوطن العربي .
والدكتور طارق البكري لبناني يحمل شهادة الدكتوراه في أدب الاطفال من الجامعة اللبنانية ، ويعمل في الكويت ، كتب مئات القصص للأطفال ، وصدرت له عشرات الكتب التي تحتوي هذه القصص ، كان آخرها " خمسون قصة للأطفال " كما أن له دراسات وأبحاث كثيرة حول الأطفال ، وآخر ما انبثق من قريحته " إقتراح أصدار جريدة يومية للأطفال العرب " وقد كتب تصورا شاملا حول هذا المشروع الذي نأمل أن يجد من يدعمه كي يرى النور .
وأبداعات الدكتور طارق البكري ليست بعيدة عن القارئ الفلسطيني ، فقد أعادت صحيفة " دنيا الوطن " الألكترونية والتي تصدر في قطاع غزة، ويرأس تحريرها الأستاذ عبد الله عيسى نشر عشرات القصص له ، ومن ضمنها نشر كتابه " خمسون قصة للاطفال " بكامله . كما أن مجلة " أدب الأطفال العربي " الألكترونية والتي يرأس تحريرها الدكتور رافع يحيى كانت هي الأخرى سباقة في نشر قصص الدكتور البكري.
وسبق لندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس أن ناقشت قصة " صانع الاحلام " للدكتور البكري ، وقد نشر ما دار في الندوة حول هذه القصة في اكثر من صحيفة مطبوعة والكترونية .
ومن خلال متابعتي المتواضعة لبعض ما يكتبه الدكتور البكري فقد وجدت نفسي امام مبدع متألق عملاق ، يتحلى بتواضع العلماء ، يقبل النقد سواء كان ايجابيا أم سلبيا .وأحسب أن شعاره هو " لا يزال العالم عالما حتى يقول علمت ، فعندها يبدأ جهله ".
ما علينا سوف نعود الى قصة الدكتور البكري " محكمة الالوان "
لماذا الألوان :
سبق وأن قرأت عددا من قصص الأطفال عن الألوان منها ما يحضرني الآن مثل قصة : " قوس قزح " للأديب فاروق وادي ، ومنها قصة " نافذة الألوان " لعدد من الكتاب الصادرة عن مركز التطوير التربوي في جامعة بيت لحم ، ومنها قصة " دموع اللون الاصفر " للأديب خالد جمعة الصادرة عام 2000 عن دائرة التربية والتعليم في وكالة غوث اللاجئيين الفلسطينين " الأنروا "
ويوجد " تناصّ " ما بين قصة الدكتور البكري وقصة خالد جمعة ، فالأول قرر بطل قصته الاستغناء عن اللون الأبيض، بينما الثاني استغنى عن اللون الأصفر وكلا البطلين وقع في مشكلة مع بقية الألوان ، حتى أعاد اللون الذي استغنى عنه وفي المحصلة فإن قارئ القصتين يصل الى نتيجة مفادها ، أن الحياة لا تكتمل إلا بأشكالها المختلفة ، و " التناصّ " بين الكاتبين لا يعني أنهما كتبا بالأسلوب نفسه ، فالمضامين والبناء القصصي بينهما مختلفة ، وإن كانت النتائج واحدة .
وواضح أن الألوان تستهوي كتاب الأطفال ، لأنها تستهوي الأطفال انفسهم ، فالطفل في سنواته الأولى كثير الاسئلة ، ويريد معرفة كل شيء ، وأول ما يلفت انتباهه هو الألوان التي يحاول معرفتها ، والتفريق بينها ، والأباء والأمهات يتجاوبون مع الأطفال في هذا الأمر ، ويحاولون جهودهم لتعريف ابنائهم بهذه الألوان ، وكثيرا ما نجدهم يفاخرون بأن طفلهم يعرف ويميز الألوان وهو في سن الثالثة مثلا ، فإن كتاب الأطفال عندما يكتبون إبداعا للطفل عن الألوان إنما يستجيبون لواقع ورغبات الطفل نفسه .
مضمون القصة :
تتحدث قصة " محكمة الالوان " عن طفل اسمه مسرور ، يهوى الفن والرسم ، وواضح أن والديه استجابا لهوايته ، فزودّاه بأدواتها مثل : الريشة ، اللوحة ، الفرشاة ، وأقلام التلوين المختلفة ، فانغمس " مسرور " في هوايته التي بانت معالمها عليه حيث تظهر الألوان على يديه ووجهه ، وشعره ، وملابسه ، وحقيبته ، وطاولته وغرفته ، وبدت الأسئلة تدور في رأس " مسرور " عن معاني الألوان ، ساحبا إياها على بعض موجودات الطبيعة ، لكنه لم يستطع فهم جدوى وجود اللون الأبيض، فقرر القاءه في كيس أسود أي في القمامة ، فاختفت جميع الألوان من غرفته تضامنا مع زميلها الأبيض ، مما اضطره للعودة الى اللون الأبيض معتذرا ، إلا أن الألوان الأخرى قررت محاكمة " مسرور " ، واختارت اللون الأبيض أن يكون القاضي ، وبعد اعتراف " مسرور " بذنبه وتقديمه الاعتذار ، عفا عنه القاضي شرط " أن يجعل اللون الأبيض شعار حياته ، وأن يحترم جميع الألوان ...... ويقدر عاليا اللون الاحمر .... لون الدم .... رمز البطولة والشهادة والفداء" وتقدير لون الدم والبطولة والشهادة عند الاطفال قضية يجدر التوقف عندها ، والتساؤل عن جدوى تعليمها للأطفال ، فلماذا لا نترك أطفالنها يعيشون طفولتهم ببراءة ؟؟
البناء القصصي :
بطل القصة طفل اسمه " مسرور " يتقاسم البطولة مع الألوان المختلفة ، لكن الكاتب في الجزء الأخير من القصة وعند بدء المحاكمة ، أضاع اسم بطله واستبدله باسم " مسعود " وواضح أن مسعود هنا ليس شخصا آخر ، بل هو مسرور نفسه ، ويبدو أن الكاتب وفي حميّة السرد القصصي لم ينتبه لذلك ، وعدم الإنتباه في هكذا أمور مشكلة خصوصا في الكتابة للأطفال .
وواضح أإن الكاتب كان يتدخل في شخوص قصته ، ويوجههم حسب فهمهه هو لا فهمهم هم ، ولم يتركهم يتحركون ويفكرون وحدهم ، ومن المواقف التي تدخل فيها الكاتب قوله " فكر مسرور ..... للألوان حياة ..... للألوان روح .... ولكل حياة ولكل روح معنى وهدف .... صار يبحث عن معنى الألوان " وهذا طرح فلسفي عميق للحياة وللطبيعة ، وهو فوق المستوى الفكري والعقلي للأطفال ، وحتى للبالغين غير " المثقفين "
أهداف القصة :
للقصة اهداف تعليمية وتربوية وتعليمية منها :
- تعليم الاطفال اسماء الالوان : ابيض ، ازرق ، احمر ، اخضر ...الخ
- تعليم الاطفال صفات الالوان مثل : مائية ، زيتية...الخ
- تعليم الاطفال أسماء بعض أدوات الرسم : ريشة ، لوحة ، فرشاة .... الخ
- تعليم الاطفال أن الحياة تكتمل بأشكالها المختلفة وتناقضاتها ...
- حث الاطفال على التفكير واكتشاف ما يجهلونه .
المصدر :دنيا الوطن
| |
|