مطلوب جامعة عربية خاصة بدراسات الطفل

المساهمات : 32 تاريخ التسجيل : 01/11/2013

مطلوب جامعة عربية خاصة بدراسات الطفل

الباحث الدكتور طارق البكري:

إعداد الكوادر البشرية المؤهلة لدراسات الطفولة.. وإجراء البحوث أهم الأهداف
معهد دراسات الطفولة بالقاهرة نموذج للجامعة الجديدة

الدوحة - الراية :
تعتبر فكرة إنشاء جامعة خاصة بدراسات الطفل من الأفكار الجديدة التي ما زالت لا تجد من يساندها ولا يأخذها مأخذ الجد في عالمنا العربي وبرغم التجارب المهمة التي شهدتها بعض الجامعات العربية مثل جامعة عين شمس المصرية التي أنشأت الكلية العليا لدراسات الطفولة إلا أن التجربة ما زالت بعد في مهدها وتحتاج لدعم كبير من أولي الأمر.

وصاحب فكرة إنشاء جامعة عربية تهتم بدراسة جميع شؤون الطفل هو الدكتور والباحث طارق البكري الذي يقول في كتابه نحو مشروع جامعة عربية لدراسات الطفولة : إن انشاء جامعة عربية كبري للطفل ليس بالشيء الصعب خاصة ان هناك تجارب عربية كثيرة في هذا المجال إلا أنها تجارب مبتورة ومتفرقة إلا اننا نحتاج فعلاً الي العمل علي انشاء جامعة كبري متخصصة تحوي كل الكليات التي تخدم الطفولة بجانب أساسي عملياً ونظرياً. كما يمكن إنشاء مجلس علمي متخصص برعاية جهة حكومية عربية كبري لإنشاء مثل هذه الجامعة ذات البعد المستقبلي المهم.

وأضاف الدكتور البكري في كتابه: إن الجامعة يجب ان تكون شبيهة بالجامعات العريقة وتقسم الي كليات وأقسام علي سبيل المثال: الطفولة وآدابها، التربية، علم نفس الطفل، الفنون، العلوم، التجار، الحقوق، الآداب، الطب، الهندسة، النبات، التربية الزراعية، طب الأسنان، التمريض، التربية النوعية والحاسبات والمعلومات. وهكذا حتي نصل الي كلية الدراسات العليا التي تشمل كل الأقسام الخاصة بالطفل.

وعن رؤيته لجامعة الطفل يقول الدكتور البكري في كتابه: إن جامعة الطفولة يجب أن تكون رائدة متعددة التخصصات والاهتمامات الأكاديمية والبحثية، وفي اطار ريادتها وموقعها المهم كان عليها ان تكون منارة لنشر وابتكار المعارف ودعم التكوين المهاري والمهني والأخلاقي للمنتسبين اليها وتوفير الإمكانيات الأكاديمية وتوظيفها لخدمة المجتمع في عصر تتطور فيه المعارف والتقنيات والوسائل وتزداد فيه التحديات أمام المجتمعات النامية لكي تحقق طموحاتها في ضوء التوسع الذي طرأ علي التعليم الجامعي سواء الحكومي أو الأهلي لأن الجامعة عليها دور مهم في ترسيخ تقاليد جامعية صحيحة من خلال توثيق الصلة مع الجامعات والكليات الأخري وكذلك مع المجتمع لتحقيق طموحات التنمية والتغلب علي تحدياتها وذلك عبر مساعيها في خدمة المجتمع من خلال التميز العلمي والبحثي.

رسالة الجامعة

وعن رسالة الجامعة الجديدة يقول: لكي تحقق الجامعة غاياتها الرئيسية الثلاث المتمثلة في: إعداد الكوادر البشرية المؤهلة التي تتعلق بدراسات الطفولة المتنوعة وإجراء البحوث النظرية والتطبيقية. وخدمة المجتمع خاصة فئة الأطفال من خلال ما يمكن ان تقدم للأطفال أنفسهم وللكبار علي السواء من أجل خدمة الطفولة.

ولذلك فان علي الجامعة ان تحقق رسالتها من خلال توجيه البرامج التعليمية بالاساسيات والمهارات والوسائل والتدريب واعطاء الاولوية في اعداد البرامج التعليمية للمستوي النوعي ومواكبة احتياجات سوق العمل وتوفير بيئة تعليمية وثقافية تخدم احتياجات الطلاب العلمية والتربوية والثقافية مع تنمية مهاراتهم وقدراتهم الذاتية وربطهم بما يدور في فلك بيئتهم المحلية والخارجية وكذلك توفير بيئة بحثية متميزة ومرتبطة قدر الامكان باحتياجات المؤسسات الانتاجية وايضا توفير برامج دراسات متنوعة للاسهام في اثراء المعرفة وتأهيل الكفاءات العلمية والهيئة المتخصصة لمسايرة التقدم السريع للعلوم والتقنية وللمساهمة في معالجة قضايا المجتمع وخاصة قضايا الطفولة كما يجب علي الجامعة ان تسعي الي التواصل مع الاطفال واولياء امورهم وتلبية احتياجاتهم ومواصلة تقديم خبراتها الاستشارية والبحثية للمجتمع بصورة متميزة لتعزيز امكاناتها وقدراتها البحثية وان تمضي قدما في برامج تطوير كوادرها البشرية للتواكب مع رؤيتها علي ان تشمل هذه البرامج برامج التأهيل والتدريب.

ويشير الباحث الي ان اهداف الجامعة يجب ان تشمل: تهيئة التعليم في كل الفروع والتخصصات التي لها علاقة بالطفولة علي المستوي الجامعي الليسان والبكالوريوس ومستوي الدراسات العليا في مختلف الاداب والعلوم ومجالات المعرفة المتخصصة التي لها صلة بالطفل.

وتقديم العلم والمعرفة عن طريق اجراء البحوث العلمية وتشجيعها.

كما تهدف الي تنمية الموارد البشرية المؤهلة لتزويد المجتمعات العربية بالمتخصصين في مختلف الحقول الجامعية.

وكذلك الاهتمام بتراث الفكر العربي والاسلامي الخاص بالطفل وانمائه وتقدمه واتاحة فرص استمرار التعليم للكبار.

وعن الخصائص والمعايير المميزة للجامعة يقول الباحث: تبني الجامعة خصائصها المتميزة تجاه غاياتها الرئيسية الثلاث وفقا لما يلي: اولا: في مجال اعداد كوادر بشرية مؤهلة للقيام بدورها في عالم الطفل دون اخلال بدورها البحثي تعطي الجامعة الاولوية لعملية تأهيل واعداد الكوادر البشرية عبر البرامج التي تقدمها في مختلف حقول المعرفة البشرية وتعزز الجامعة التزامها نحو البرامج الدراسية بتحديث وتطوير مناهجها الدراسية آخذة في الاعتبار المحاور التالية:

1- المحور المعرفي: وهو ما يرتبط بما ينفع الناس: يتساوي في ذلك ما يتولد عن الموروث الثقافي الاصيل او الانتاج المعاصر او الاقتباس من الغير.

2- المحور التطبيقي وهو ما يحقق تكاملا مع المحور المعرفي.

3- المحور الديني وهو ما يحقق للمتعامل مع المعرفة النظرية والتطبيقية تكاملا اخلاقيا وسلوكيا.

4- المحور المصدري: وهو تنويع مصادر المعرفة.

5- المحور المهاري: وهو ما يحقق مهارات البحث العلمي وتقنياته والتعامل مع الحقائق العلمية المجردة وتأصيل عادات البحث والاستقصاء والابتكار والقدرة علي التعبير واكتساب المهارات اللغوية والتعامل مع الادوات المساندة كالمعامل والحواسيب والوسائل والاحصائيات وكافة ادوات البحث العلمي.

اما عن لغة التدريس في الجامعة فيطالب الباحث البكري بأن تكون اللغة العربية هي لغة التدريس الاساسية ويجوز تدريس بعض التخصصات بلغات اخري تقررها الجامعة ويمكن تقديم جميع البرامج والتخصصات مستقبلا باللغات الاجنبية الحية.

وطالب الباحث بأن يعتبر معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس الذي انشيء عام 1981 نموذجا يتم الاسترشاد من تجربته خاصة انه يتميز بأنه الوحيد علي المستوي العربي الذي يعد متخصصين علي مستوي علمي رفيع في مجالات الطفولة حيث يمنح درجات الماجستير والدكتوراه في المجال الطبي او النفسي والاجتماعي والاعلام وثقافة الطفل كما يتميز خريجوه بخلفياتهم العلمية الشاملة والمتكاملة العريضة في مجالات الطفولة المتعددة التي يتلقون فيها مقررات دراسية ويقومون بتحضير رسالة علمية كخلاصة لدراسة وبحث دقيق في مجال التخصص او في احد مجالات التخصص الاخري بالمعهد وتعد الرسالة تمهيدا للحصول علي درجة الماجستير والدكتوراه في المجال المقدمة فيه وهو بهذا ينفرد بمثل هذا النوع من الاعداد الشامل المتكامل للمتخصصين في مجالات الطفولة علي مستوي العالم العربي.

جيدة الراية القطريه
المصدر : وكالات خارجية