د. طارق البكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
د. طارق البكري

موقع أدبي وقصصي ونقدي خاص بالأطفال واليافعين والشباب
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تجربة فريدة تستحق الاهتمام صانع الأحلام لـ(طارق البكري).. رواية عربية للأطفال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريهان

فريهان


المساهمات : 32
تاريخ التسجيل : 01/11/2013

تجربة فريدة تستحق الاهتمام صانع الأحلام لـ(طارق البكري).. رواية عربية للأطفال  Empty
مُساهمةموضوع: تجربة فريدة تستحق الاهتمام صانع الأحلام لـ(طارق البكري).. رواية عربية للأطفال    تجربة فريدة تستحق الاهتمام صانع الأحلام لـ(طارق البكري).. رواية عربية للأطفال  Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2013 12:03 am



تجربة فريدة تستحق الاهتمام
صانع الأحلام لـ(طارق البكري).. رواية عربية للأطفال


صدر مؤخراً عن دار الرقي اللبنانية رواية جديدة للأطفال من تأليف الدكتور طارق البكري وهو كاتب لبناني حاصل في العام على درجة الأستاذية في أدب الأطفال من جامعات لبنان كما أنه حاصل على الماجستير من جامعة الكويت وأيضاً في أدب الأطفال، وله عشرات القصص والكتب الخاصة بالطفل العربي.

أهمية الرواية

توجيه الأطفال لمطالعة الكتب، وتوجيه الأهالي لشراء كتب الأطفال لأطفالهم قضية في غاية الأهمية فمن خلال الكتب يكتسب الأطفال معلومات جديدة، كما أن الكتب تنمي الخيال عندهم، وتحثهم على استعمال العقل وقد رأينا في القصة أن مشكلة ريم في عدم الحلم وجدت طريقها إلى الحل من خلال كتاب وهذه قضية تسجل لصالح القصة.

الأسلوب

استعمل الكاتب أسلوب السرد القصصي في قصته لكنه اتكأ على الحكي أكثر من اتكائه على القص وكان تدخله واضحاً في مواضع عدة في تحريك شخصية ريم بطلة القصة ولم يتركها تتحرك وحدها كطفلة ابنة عشرة أعوام لقد أسقط وعيه عليها، كما أنه أعطى على لسانها جملاً تفسيرية كان بإمكانه الاستغناء عنها.

الخيال

للخيال أهمية كبرى في فن القص للأطفال، وهذا لا ينفي طبعاً القص الحقيقي والواقعي، وواضح أن الكاتب يملك خيالاً واسعاً، وإن كان هذا الخيال يتناقض مع البناء القصصي أحياناً. ويبقى أن نقول إن في القصة تسلية للأطفال، وتنمية لخيالهم، وتعطيهم بعض المعلومات، مثل وجود أفاعي سامة ووجود ثمار أيضاً، كما أنها تشجعهم على الاستمتاع بجمال الطبيعة.

ملاحظات عامة

أكثر ما لفت انتباهي في هذا النص استعمال المفردات وإشكالياتها، للمفردات معان ومضامين، يستحسن أن توضع في موقعها، ويجدر بنا توخي الحذر والدقة في استعمالها، خاصة عند مخاطبة أو محاورة الأطفال، بغض النظر عن وسيلة الحوار، هذه المفردات تسهم في تشكيل وعي الطفل، وهي من أهم وسائل التنشئة إن لم تكن أهمها على الإطلاق، ومع تقدم الإنسان في العمر تزداد ثروته من المفردات، وكذلك تتعمق وتتجذر مضامين ومعاني هذه المفردات في الوعي واللاوعي، وكما أن الثروة اللغوية لابن الخامسة عموماً أقل بكثير من ثروة ابن العاشرة، كذلك يستوعب ابن العاشرة ما لا يستطيعه ابن الخامسة من معان غير محسوسة، مركبة و/ أو مطلقة لبعض المفردات، مفردات مثل سعيدة، متميزة، متفوقة، حزينة، سخرية، التي وردت في سياق النص لرسم واقع البطالة بدت متناقضة أو على الأقل غير منسجمة مع أجواء النص، لا بل أضفت الكثير من البلبلة، ما هي السعادة؟ أن يعيش الإنسان - الطفل في رغد اقتصادي مثلاً؟ هل هذا فقط من أسباب السعادة أم أنه من بين عدة أسباب أخرى؟ لقد رسم لنا الكاتب لوحة لريم ابنة العاشرة، وهي بطلة النص، وعائلتها المكونة من الوالدين وثلاثة إخوة، ووصف لنا بيتها الذي يشبه القصر، موضحاً أن في بيتها كل ما تشتهيه، إذن فهي سعيدة! أو هكذا يصفها لنا النص. وفي نقلة دراماتيكية، عندما سُئلت عن أحلامها فإذا بالقارئ يقف أمام ريم التي لا تعرف.. ما معنى أحلام؟ لم تتلكم، احمر وجهها خجلا.. التي أصبحت محط سخرية وضحك زميلاتها، لا بل انضمت المُدرسّة إلى زميلات ريم في جوقة (الاندهاش والتعجب) من ريم التي لا تعرف ما معنى الأحلام ولا يدري القارئ أين اختفت شخصية ريم السعيدة المتفوقة والمتميزة!

يوحي النص بأن ريم بطلته ابنة عائلة غنية اقتصاديا، أو تنتمي لشريحة اقتصادية - اجتماعية فوق المتوسطة على الأقل، هل الأغنياء لا يحلمون؟! هل الأحلام وقف على الفقراء؟! هل الأحلام تشكل رافدا للسعادة؟ إذن كيف كانت بطلتنا سعيدة وهي تفتقد القدرة على أن تحلم؟! وإذا كان افتقادها للأحلام ينتقص من سعادتها، وفق ما يمكن استخلاصه من النص، فلماذا توصف بأنها طفلة سعيدة؟!

مفردة (التفوق) قد تفيد عدة أوجه منها الذكاء الاجتماعي، الرياضي، العاطفي وغيره، فهمت فيما فهمته من هذا النص أن ريم فتاة متفوقة، بمعنى التحصيل الدراسي، وإذ بريم هذه تقول للطبيب متهكمة ص3.. كتب.. كتب.. كتب.. يا لهذه المفاجأة.. ظننتك ستأتيني بدواء فأتيتني بما يصيبني بالملل ووجع الرأس، الحد الأدنى من الانسيابية يحتم أن يتحلى الطالب - الطفل المتفوق بملكة القراءة وعلاقة ودية مع الكتاب، بشكل مبدئي. مفردة (التميّز) قد تفيد السلب والإيجاب، وفي سياق رسم صورة البطلة، فهمتُ أنها متميزة بإيجابياتها، وإذ بالسياق العام يفيد أن ريم هذه (متميزة) بأنها لا تعرف معنى الأحلام، وهي من الأمور السلبية المثيرة للضحك والسخرية والدهشة وفق النص.

ما يلفت النظر في مغامرات ريم الخيالية، محوران، العام والخاص.. أتدرين أيتها الفراشة.. أن مصير هذه الورود وتلك الغابة متوقف عليك؟ أنت جئت لتنقذينا جميعاً من خطر أكيد.. جئت لتنقذينا مما نحن فيه من جمود وخمول وكسل أشياء تشبه الموت.. يُحمّل النص وزر مصير الورود والغابة وحياتها على أكتاف هذه الفراشة، ويأخذ القارئ بدون مقدمات إلى فرضيات تكاد تكون قدرية! ثم يمعن النص في هذا الاتجاه، إذ يقول: نحن منذ سنين ننتظر أن تأتي إلينا وتنقذينا.. أخبرنا حكماء غابتنا ستأتي فراشة رائعة وتنقذنا من جمودنا وتحجرنا لا تتركينا فنحن مسؤوليتك.. وكأن النص يمهد لبطلته ريم، ببعض الغيبيات كي تعتلي موقع المسيح المنتظر الآتي حتما لإنقاذ هذه المخلوقات، في هذا يشبه النص ظلالا لبعض ما جاء في كتب الحكمة!

ثم جاءت الإشارة بتحقيق الوعد، وقدوم المسيح المنتظر.. الاستيقاظ من السبات والعودة للحياة.. العودة للأرض.. للحب.. للوطن.. للعطاء. هل هذا حلم طفولي بريء؟! أم أنها أماني اللا وعي تطغى على كل شيء حتى تطفو على السطح، ولا يملك الكاتب إلا أن يجد لها متنفسا، تماما كما هي وظيفية الحلم بمعنى المنام في حياة الإنسان، من الطفولة إلى الكهولة.

هل هذه هي إشارة لاحتياجات الوطن؟ (العودة للأرض، للحياة، للحب والعطاء)؟ ولاحقاً هذه الأشجار سامة تريد قتلك لأنها تحب النوم وتريد أن تظل كل الطبيعة نائمة ساكنة خاملة مثلها؛ هي لا تحب الحياة لا تحب أن تستيقظ الطبيعة.. هل هذا ببساطة صراع بين الخير والشر؟! أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟! وفي بلاد العرب كثيراً ما يتكتم الإنسان حتى على أبسط مشاعره، فما بالك بالكاتب إذا أراد طرق موضوعات شائكة لها علاقة بالوطن، وذات أبعاد تتعلق بالمستقبل، الحكمة، الفلسفة، الحب والطبيعة والحياة؟! أما إذا كان كذلك، فلا يسعني كقارئة سوى التماس العذر للنص وكاتبه، آخذة بعين الاعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها!

أحببت في النص إسناد بطولته إلى ريم الأنثى، على الرغم من إهمال شخصيتها في المراحل الأولى، ولاحقاً ظهورها كشخصية مفككة، ليس لها عمود فقري، كذلك عجبت لماذا يسمى النص ب(صانع) الأحلام (صيغة المذكر) هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا أعرف إذا كان النص يستهدف استعراض الأحلام على أنها إنتاج أو (صنعة)، ولكنني لم استسغ التعاطي مع الأحلام، بمعانيها الثلاث كما جاءت في النص، على أنها إنتاج بالمعنى الصناعي ولا الزراعي ولا التقني ولا التطبيقي ولا غيره، وهذه مسألة فيها وجهة نظر، إذ أرى فيها تعبيراً شخصياً ذاتياً حميمياً، وأكاد أجزم أن الأحلام كالبصمات تتشابه بهذا القدر أو ذاك، ولكنها في النهاية تحمل بعض الفروقات والتمييز.

على العموم.. من النادر حقيقة أن نجد في عالمنا العربي رواية خيالية للطفل.. بهذا الثراء والتنوع.. وهذا ما عودنا عليه المؤلف في قصصه الكثيرة المنتشرة في وطننا العربي.. ونأمل أن تلقى هذه الرواية العناية المطلوبة وأن تكون استمراراً لروايات عربية للأطفال تقود أطفالنا إلى غد مشرق.
المصدر :جريدة الجزيرة السعودية



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تجربة فريدة تستحق الاهتمام صانع الأحلام لـ(طارق البكري).. رواية عربية للأطفال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رواية "سباق في الزقاق"للدكتور طارق البكري
» د·طارق البكري لـ>الوعي الإسلامي<: الكتابة للأطفال فنٌّ له هويّة وأهداف (العدد : 521)
» صانع الأحلام
» رواية حقيقية مثل الأحلام
» الباحث طارق البكري : لاتسألوني ما اسمه حبيبي !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
د. طارق البكري :: القصص القصيرة جداً :: المنتدى الأول :: الأخبار واللقاءات الصحافية-
انتقل الى: