د. طارق البكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
د. طارق البكري

موقع أدبي وقصصي ونقدي خاص بالأطفال واليافعين والشباب
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ربيع القراءة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.طارق البكري

د.طارق البكري


المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 28/09/2013

ربيع القراءة Empty
مُساهمةموضوع: ربيع القراءة   ربيع القراءة Emptyالإثنين أكتوبر 07, 2013 10:00 pm

ربيع القراءة العربية
د. طارق البكري

نافست التقنيات الحديثة في مجال القراءة الأسلوب القرائي التقليدي المتعارف عليه منذ قرون، وأمسى الإقبال على القراءة الإلكترونية أوسع انتشاراً، وأسهل تناولاً من حيث إمكانية الاطلاع على مروحة شاسعة من الإصدارات على أنواعها، دون الحاجة للتنقل من الكرسي المنزلي المريح، والتحرك من مكان إلى مكان. كما أن التقدم التقني بشكله الأخير في السنوات القليلة الماضية، جعل الجهاز اللوحي أشبه بمكتبة عالمية قادرة على توفير كل أنواع القراءة وبكل اللغات، وبكل أشكال الكتاب والصحف والمجلات. وهذا أمر لم يعد من السهل التغاضي عنه أو إخفاؤه، نظراً لتسارع التطور التقني بشتى طرقه.
ولا شك أن هذا الأمر ينطوي على الكثير من الإيجابيات، أهمها على الإطلاق، توفير مكتبات متنقلة، للقارئ العادي كما للقارىء المتخصص، فضلاً عن أن القراءة الإلكترونية أضحت مهمازاً حقيقياً ومعملاً منتجاً لجيوش من القراء الحاليين والمستقبليين، تعيد للقراءة وهجها وأهميتها على الدوام..
فنحن وإن كنا فيما مضى من أيام ننعى على أنفسنا قلة رواد المكتبات الجامعية أو العامة، أصبحنا نرى اليوم إقبالاً لا بأس به من الشباب واليافعين، إلى جانب متوسطي السن أو المتقاعدين.. ليس في منطقة عربية محددة فحسب، بل في كثير من البلاد العربية..
ومع كل البريق الإلكتروني عاد وهج الكتاب الورقي بشدة، وهذا ما تؤكده الحشود الشبابية ومن مختلف الأعمار على أبواب معارض الكتاب العربي، وكذلك انتعاش المكتبات العامة، وعودة الرواد إليها، وهو ما تبينه التحقيقات الصحافية والاحصاءات التي تنتشرها بعض الدراسات.
فالصحوة القرائية التي أفرزتها الثورة التكنولوجية الحديثة، ردمت الهوة بين القارىء العادي والكتاب، نظراً لما أشاعته التكنولوجيا من تعامل يومي مع الحرف والكلمة، وازدياد الرغبة بالاطلاع والتأكد من المعلومات التي تنشرها الشبكة العنكبوتية، نظراً لأن كثير مما ينشر غير موثق، وغير علمي، مما يدفع الباحثين المتخصصين، وحتى كثير من القراء العاديين للبحث عن مصادر قرائية موثوقة، مما يجعل الكتاب والمكتبة مقصداً لكثير من المهتمين والباحثين عن المعلومة الصحيحة.
وقد أفرزت هذه المرحلة الأخيرة ضرورة الاعتماد على الكتاب كمصدر أساسي للعلم والمعرفة، ومن خلال متابعة الكثير مما يكتبه البعض على الشبكة العنكبوتية نجدهم حريصين على ذكر مصدر المعلومة، والبحث على المعلومة الصحيحة والجميلة والمفيدة.. مما جعل القراء بشكل عام، والطلاب الشباب واليافعين بشكل خاص ينكبون على البحث في الكتب، وزيارة ما أمكنهم من المكتبات بحثاً عن المعلومة الأفضل والأنسب، ومن يجد المعلومة أو الفكرة النادرة يحرص على نشرها على الأنترنت مع ذكر مصدرها، مما يزيدها قيمة، وتجعله فخوراً بين أقرانه.
وتشتد أهمية ارتياد المكتبات واقتناء الكتاب مع انتشار الوعي الفكري واتساع دائرة الرغبة بالتعلم الحر، أو ما يعرف بالتعلم الذاتي، مما ينتج بالتالي مجتمعات متعلمة مثقفة، تدرك الحاضر، وتعي المستقبل، وتستوعب الماضي، وتتعامل مع الحضارة بكل إمكانياتها بما يتسق مع التطور والسعي المنشود لترسيخ فكرة القراءة المستمرة مدى الحياة وليس فقط للدراسة أو للحصول على شهادة فحسب.
ولا تخفى أهمية القراءة وفوائدها الآنية والمستقبلية، وهذا الأمر يؤكد أهمية المكتبة والكتاب في الحياة، بشرط أن نحسن من خدمات المكتبات، ونوفر للرواد أفضل الأجواء النفسية والتقنية وأفضل الكتب وأحدثها، وتوفير أسهل طرق البحث، وهذا ما يظهر بشكل لافت في بعض المكتبات العربية.
إنني شديد التفاؤل بمستقبل الكتاب والمكتبات، فكلما قمت بزيارة دولة عربية للمشاركة في معرض من معارض الكتاب - وهي بالمناسبة تحتاج إلى عملية أكثر تنسيقاً وإعلاناً - وجدت إقبالاً مبشراً.. تؤكده أيضاً انتشار المكتبات وانتشار عملية صناعة الكتاب.. ولعل المستقبل الآتي يحمل الكثير من الإشعاع والبريق للكتاب والمكتبات، وهذا ما يجعلنا نشعر أننا اليوم في ربيع القراءة العربية..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ربيع القراءة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حملة لتشجيع القراءة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
د. طارق البكري :: القصص القصيرة جداً :: المنتدى الأول :: الأسئلة والمشاركات العامة-
انتقل الى: