د. طارق البكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
د. طارق البكري

موقع أدبي وقصصي ونقدي خاص بالأطفال واليافعين والشباب
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 من أحلام أطفال الربيع العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 28/09/2013

من أحلام أطفال الربيع العربي Empty
مُساهمةموضوع: من أحلام أطفال الربيع العربي   من أحلام أطفال الربيع العربي Emptyالأربعاء أكتوبر 02, 2013 1:27 pm



جريدة يومية ووكالة أنباء وجامعة لدراسات الطفولة..
د.طارق البكري

الحـديث عن الطفـولة، همّ شاغل وقلق دائم لكل من أخذ من عالم الطفولة بطرف، فساحة البناء الإنسـاني التي كانت طوال قرون مسوّرة بسياج الأسرة والمجـتمع الضيّق، اتســعت بشـكل لـم يسـبق له مثيل، فغيّرت المفاهيم، وشوّهت كثيراً من القيم الإنسانية، بعد أن كان غرسُها سهلاً، فيمن نشَأ وتربَّى في أحضان الفضيلة.
وبعد أن كانت الأسر الصغيرة تعيش في أمان داخل بيوتها، زاحمتها مؤثرات كثيرة، أبرزها الإعلام بأنواعه. ولا شك أنّ الطفولة أرض بكر، تروى بلبن يساق إليها، إنْ عذب طابت وأثمرت وأينعت، وإنْ تعكر خبثت وفسدت.
ومع انطلاق الربيع العربي، ننتظر أن يثمر هذا الربيع، وأن تأخذ الطفولة مكانتها الكبرى، وخاصة من بلد له مكانته في قلوب العرب، وأعني ليبيا، هذه الدولة العظيمة التي غابت لسنين طويلة عن تسيد الريادة العربية لكثير من العوامل التي يعرفها الجميع..
واليوم بعد أن عادت ليبيا إلى أمتها ومجالها الرصين، وعادت الأمة العربية والإسلامية إلى ليبيا بشوق وحنين.. فإني أتشرف بحضور مؤتمركم الدولي الأول، خاصة لما تعنيه لي الطفولة من اهتمام خاص.. وأود أن أطرح في هذا المؤتمر مجموعة من الأفكار أتمنى أن تأخذ صدارة الاهتمام في مؤتمركم، نظراً لأن المؤتمر يمحور حول مسائل الإعلام والتربية والتعليم.. وفي هذه الاقتراحات ما ينطبق على كل هذه المحاور الرئيسية للمؤتمر..





جريدة يومية للطفل العربي


مقدمة:
لا شك أن الإيمان بدور الإعلام البنَّاء، يفرضُ تركيزاً على تطور وسائل إعلام الطفل، وعلى كل تجربة جادة وفاعلة، وبحثاً عن جديد يستمد من التجارب السابقة ما يساعد على الارتقاء والنهوض والتفرد.
والحـديث عن الطفـولة، همّ شاغل وقلق دائم لكل من أخذ من عالم الطفولة بطرف، فساحة البناء الإنسـاني التي كانت طوال قرون مسوّرة بسياج الأسرة والمجـتمع الضيّق، اتســعت بشـكل لـم يسـبق له مثيل، فغيّرت المفاهيم، وشوّهت كثيراً من القيم الإنسانية، بعد أن كان غرسُها سهلاً، فيمن نشَأ وتربَّى في أحضان الفضيلة.
وبعد أن كانت الأسر الصغيرة تعيش في أمان داخل بيوتها، زاحمتها مؤثرات كثيرة، أبرزها الإعلام بأنواعه.
ولا شك أنّ الطفولة أرض بكر، تروى بلبن يساق إليها، إنْ عذب طابت وأثمرت وأينعت، وإنْ تعكر خبثت وفسدت.
ولما كانت وسائل الإعلام ضيفاً دائماً، مرحباً به في كل بيت، أصبحت شريكاً فاعلاً للأسرة والمجتمع والمدرسة في تربية الأبناء، منذ لحظة ولادتهم، بل وقبلها، لما تحدثه من تأثير على نفسية الآباء في أسلوب الحياة، وقد يدمن الطفل على وسائل الإعلام، والتلفاز تحديداً، لانتشاره الواسع وسهولة متابعة برامجه، فيألف وجوه المذيعين والمذيعات والممثلين والممثلات أكثر مما يألف وجوه الناس من حــوله، وبذلك ينشأ متأثراً بالإعلام، وبشكل خاص التلفاز، بكل ما فيه من فوائد وأضـرار ومحاسن ومساوئ.
ونتفق تماماً مع كثير من الاتهامات التي تساق إلى قطاع واسع من وسائل الإعلام، لما لها من يد طولى في بناء الثقافة أو هدمها، وربما كان الهدم مصاحباً في الفترة الأخيرة لمعظم وسائل الإعلام، وخصوصاً السمعية البصرية، لذا فإننا نذهب مع القائلين إلى أنّ الإعلام أضحى بإمكانياته الحديثة والمتطورة يؤثر في حياة المجتمع بفاعليّة مذهـلة، فقد بات مَعلَماً أساسياً، يقدّم أفكاراً وقيماً ومعايير وأنماط سلوك واتّجاهات ومواقف حياة. وتجاهل دوره الخطير، تجاهل للواقع، وربما يؤدي ذلك إلى إيجاد نماذج بشرية مشوّهة.
وقد تنبه كثير من الباحثين إلى خطر ما يواجه الأطفال من محاولات تغريب، وأدركوا اتساع دائرة الخطر في المرحلة الأخيرة، لأنّ الطفل أضحى أحد أهم أهداف وسائل الأعلام، لأنه أكثر مفاصل المجتمع وهناً واستعداداً لاستقبال ما يعرض عليه.
ومن هنا ندرك أهميّة وسائل الإعلام، وضرورة إصدار جريدة يومية للطفل كوسيط أساسي بنّاء، يثقّفه ويرقّيه، ويشكّل شخصيته المستقبلية الرائدة القائدة كما يجب أن تكون.. وليس ذلك بعسير إذا اجتمعت النوايا الطاهرة وتناصرت العزائم الصادقة.

السمات العامة
لكل وسيلة إعلامية سمات خاصة توسم بها، تمنحها قدراً من اهتمام المستقبِل المتلهّف دائماً إلى اكتشاف الجديد الفريد.
وجريدة الطّفل العربي المقترحة ليست مجرد مستوعبات معرفية، بل وسيط تعليم وتوجيه وبناء، تقوم على خطط واعية شكلاً ومضموناًً، تُعَد القيم التربوية رأس عملها، تسري في أوصالها وتفاصيلها..
جريدة الطّفل تعتمد على تحالف وثيق بين الشكل والمضمون لإيجاد واحة رحبة من الإبداع تضم جمهوراً عريضاً، وإذا كان الإعلام عامَّة رسالة وصناعة، فإنَّ لصناعة هذه الجريدة - فضلاً عن أهميتها الفنيَّة - دوراً في توصيل مضمون الرسالة المقدمة وفكرتها. وللصناعة دور موازٍ للرسالة، لا يتمثل في مجرد توفير عناصر جماليّة أو تسويقية. وبعبارة أخرى: إنَّ الشكل يمكن استثماره وتكييفه لخدمة المادة الممتازة، فيكون النجاح أكبر حجماً وأشدَّ وقعاً، فتحقق الرسالة أهدافها جنباً إلى جنب مع الصناعة.
ولهذه السمات رؤية عامة - شكلا ومضموناً – موجزها:
أولاً: من حيث الشكل:
الشكل وعاء تقدَّم به الرسالة، وكلما كان المظهر برَّاقاً كان الإقبال مرتفعاً، على ألا يكون في الشكل خداع ولا تضليل، حتى لا يشعر الطفل أنه كان ضحية غشٍّ واحتيال. وتستخدم في الشكل كل فنون الإخراج الصحفي الممكنة، ووسائل الطباعة الحديثة، من ألوان ورسوم وحروف وخطوط... مع مراعاة أنَّ جمهور القراء صغارٌ يملُّون بســرعة إذا لم يكن التشويق مستمراً ومرتفعاً ومطَّرداً من صفحة إلى صفحة، بالشَّكل أولاً بما يخدم المحتوى..
ويدخل ضمن إطار الشكل القالب اللغوي، فاللغة المستخْدمة في مخاطبة الطفل إعلامياً سهلة مبسّطة، ولا يكون التنميق مقصوداً باللفظ والرسم، أو بأي مظهر إعلامي آخر، كهدف في حد ذاته، ولا يكثر منه حتى يقحم في النص، فيثقل كاهل المرسِل وينفّر المستقْبِل، فتضيع الرسالة على الطريق، ولا يرجى منها بعد ذلك حَصــــاداً، فيذهب الجهد سدى، وقد يفقد المرسِل ثقة المستقبل، فيخسر جمهوره من الجولة الأولى، ولا يتمكن من استرجاعه مرة أخرى بسهولة.
أما الأســــلوب فبسيط رشيق ممتع جذاب، بعيد عن التعقيد، مغاير تماماً للكتابة العلمية أو المدرسية التي تهيمن عليها الشدَّة والصَّرامة، حيث تقدَّم التعابير السهلة الأخَّاذَة الرصينة، والكلمات الخفيفة الرنَّانة، كيلا يمل الطفل فيعرض عن جريدته الهادفة إلى أي وسيلة ترفيهية أخرى.. وقد تكون مخرِّبة.
ومن سمات الجريدة تميُّز الصورة والرسمة في إيصال المعلومة، فالصورة قد تكون أبلــغ في بعض الأحيان من الكلمة، إذا كانت تعبر عن أهدافها بوضوح، فالصغير لا يميل كثيراً إلى قراءة النصوص الجامدة، ولا حتى الاستماع إليها أو مشاهدتها، والصورة كما يرى كثير من الخبراء قد تحقق ما تعجز عنه آلاف الكلمات.

ثانياً: من حيث المضمون:
يتحدث بعض الباحثين عن نظرية تدعى التأثير المباشر أو قصير المدى، ومفادها أنَّ علاقة الفرد بمضمون الوسيلة الإعلاميَّة، علاقة تأثُر مباشر وتلقائي، فالإنسان الذي يتعرض لأية وسيلة إعلامية يتأثر بمضمونها مباشرة وخلال فترة قصيرة، فمثلاً: إذا ما شاهد الإنسان في التلفاز مشـاهد قتل، فإنه بالضرورة بناء على هذه النظرية، سوف يحاكيها ويحاول تطبيقها في واقع حياته.
وبغض النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف مع الكلام السابق، فإنّ المضمون الإعلامي عامة ينعكس على تصرفات الأبناء وأفكارهم، لكنّ القول بالتأثير الحتمي قد يلقى رفضاً لدى قطاع عريض من الباحثين، لأن الإنسان ليس كائناً سلبياً، يتأثر بكل ما يصادفه، بمعزل عن تركيبته الفردية وبيئته الاجتماعية، وهذا لا ينفي بالطبع إمكانية حدوث تأثير متى توافرت عوامل ومتغيرات أخرى لها علاقة بالإنسان نفسه، وبالوسيلة الإعلامية ومضمونها، خاصة إذا كان الأمر متَّصلاً بالطفل.
وقد تتفاوت المضامين في تأثيرها، وربما يحدث التأثير نتيجة تكرار ومغالاة.
ولكي تستطيع الجريدة المقترحة تأدية أهدافها وإحداث التغيير الإيجابي المرجو، من المستحسن أن تستثمر أساليب العـرض دون اخلال بأهداف المضمون، وكلما كان المضـمون جـــاداً وهــادفاً وراقياً كان التأثير عميقاً وصلباً والتبليغ مؤثراً وفعالاً، ولو جاءت الثمار يانعةً في موسم آخر.
والتنوع في محتوى الجريدة يجعل المستقبِّل متحفِّزاً باستمرار لتلقي كلَّ جديد، كما أن التنوع ضروري لاستقطاب الأطفال من ميول مختلفة. فالجريدة اليومية يجب ألا تقصِــر مهامها على الترفيهِ والتسليةِ وصبِّ المعلومات، بل يجب أن تعيش الواقع بتفاصيله، فلا تكتفي بعرض سير الماضين وبطـولاتهم، أو حشد القصص دون مساحة من الواقع، تجعل ما يتلقاه الطفل نظرياً أمراً يعيشه ويطبقه ويختبره بنفسه، فتثير اهتمامه وتربطه بالعالم المحيط به، وتشعره بأهمية دوره الذي يمكن أن يؤديه إذا أفسح له مجالٌ لذلك. فمضمون الجريدة لا يُبث أو يُنشر هكذا دون دراسة أو تقويم وتمحيص، ليصبح المتلقي أكثر عمقاً ومعرفة وقدرة على التحليل والاستنباط وربط المعلومات والخروج بمعطيات وأفكار جديدة.
وهناك أبــــواب كثيرة تدخل في التبويب العام، بمقادير معينة ومساحات مناسبة، بحسب أهمية كل منها، مع مراعاة تطويع هذه الأبواب وتيسيرها لطاقات المستقبل الصغيرة المحدودة. فهناك السياسة والاقتصاد وفروع الثقافة المختلفة والرياضة والمعلومات العامة والسياحة واللغـة والمخترعات والفكر والأدب والتراث والفــن، وغيرها.. على أن تقـدم كل هذه المواد بما يتناسب وأعمار الأطفال. فلا تكون غرضاً لوحدها، ويكون هدفها حشوَ رأس الطفل بمعلومات كيفما اتفق، فتختلط عليه الأمور، ولا يستطيع بعد ذلك متابعة ما يقـــدم إليه بسهولة، فيمل وينفر.
ويتكامل محتوى الجريدة لتحقيق أهداف التربية، فكيف نحذر الطفل مثلاً من مخاطر التدخين، ثم نقدم له إعلاناً يصور المدخن بطلاً أو فارساً شجاعاً، سليم البنية. ومن هنا أهمية إبعاد الصبغة التجارية عن مضامين إعلام الطفل، وضرورة النظر إلى هذا الإعلام كرسالة سامية، تبني الإنسان أولاً وأخيراً.

الخصائص العامة للجريدة المقترحة :

- مادة قصيرة مشوّقة في الحجم والصورة والحرف.
- أهداف واضحة، تسهل على الطفل استخلاصها بأدنى مساعدة من الغير.
- الصور المادية والمعنوية واضحة ومنطقية في تسلسلها، خالية من التناقضات، وقد يكتنفها بعض الغموض الذي يثير عقل الطفل دون أنْ يوقعه في حيرة.
- تجنب عرض مواد العنف والرعب والإجرام والمواقف البشعة، حتى وإن كانت في قالب الذم، والبعد عن الخرافة والتهويل والخوارق.
- يفضل أن يكون أبطال النصوص الأدبية في سن الطفل المستهدف، وإن تكون الأحداث تشبه أنشطة الطفل اليومية مع خيال مستحب يطلق قدرات الطفل الخفية.
- تجنب الوعظ المباشر والتكلف والمبالغة في المثالية.
- تجنب الاسترسال في المواقف الجانبية والتركيز على الموضوع.
- تطعيم المادة بشيء من الطرافة.
- الابتعاد عن التركيب اللفظي المعقد والمعاني المركبة.
- الاعتماد على تصوير المعاني وتجسيدها من خلال الكلمة المطبوعة النابضة بالحياة والجاذبية، وتحويل الصفحات إلى لوحات فنية ذات جمال آسر، في معان تناسب قدرات الأطفال على استخدام أعينهم، وتيسر لهم القراءة وتنمي قابليتهم على التذوق الفني.
- الاعتماد على الصور باختلافها: فوتوغرافية، رسوم ساخرة، توضيحية.. مع ما تتميز به الصورة من لغة يستطيع الأطفـال مهما اختلفت مستويات ذكائهم وتعليمهم فهمها والتأثر بها.
- التركيز على توافر جميع ميزات وسائل الاتصال المطبوعة وخاصة الصحف اليومية العامة، ما ييسر للطفل فرص الاختيار من بين المواضيع المتاحة في الجريدة، وتتيح له إمكانية التحكم في ظروف التعرض، وقراءتها في أي وقت أو أي ظرف يشاء، كما يمكن أن تستغرق الوقت الذي يناسبه في القراءة حسب مقدرته اللغوية ومستوى الفهم، وأنْ يعود إلى قراءة الجريدة أو مواضيع معينة منها متى شاء.
- إنّ جريدة الطفل بمرور الوقت تتحول إلى صديق له، إذ تنشأ بينه وبين صفحاتها وشخصياتها وأبطالها وكتَّابها... علاقة شخصية حميمة، يرسم لهم صوراً في خياله، يثق بهم إلى حد كبير، يتفاعل معهم، بل قد يصل الأمر إلى درجة التوحد، ما قد يؤدي في النهاية إلى نتائج باهرة من البناء المقصود.

الأهداف التربوية للجريدة المقترحة:

تسعى جريدة الطفل إلى تحقيق أهداف تربوية تنموية كثيرة منها:
- تنمية ذكاء الطفل وزيادة معارفه.
- تنمية القيم المرغوب فيها.
- تنمية المشاركة الإيجابية.
- تنمية الابتكار.
- إشباع الحاجات النفسية والعقلية .
- تنمية السلوك الاجتماعي المقبول في المجتمع.
- تنمية المهارات المختلفة ومنها القراءة.
- تنمية التذوق الجمالي.
- تعديل السلوك وتوظيفه لخدمة المجتمع.
- تدريب الطفل على العيش في بيئة الكبار من خلال نقله إلى عالمهم بواسطة الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية التي تقدم في الصحف اليومية العادية.
- زرع المفاهيم الإيجابية وتنقية المجتمع من الشوائب.
- إشغال وقت الطفل بما هو مفيد.
- مواجهة الأفكار الفاسدة ومقاومتها.
- اكتشاف الموهبة ورعايتها.

هل الفكرة ممكنة التنفيذ؟
إصـدار جريدة يوميَّة للطفل العربي أمرٌ لم يتحقق حتى الآن، رغم وجود دعوات كثيرة في هذا الجانب، ووجود تجارب لإصدار جرائد أسبوعية أو ملاحق شهرية وأسبوعية لجرائد يوميَّة، ولعل السـبب يعزى إلى فقدان التمويل، وعدم وجود اقتناع حقيقي من الجهات النافذة ذات القدرة والنوايا الطيبة.
بيدَ أنَّ السنوات الأخيرة أسفرت عن تحديات عجزت وسائل البناء في المجتمع عن مواجهتها بشـكل فاعل لأسباب عدة، ما يلقي على إعلام الطفل مهمات جسيمة، ليس ردعاً للمعتدي ودحضاً لافتراءاته فقط، بل أيضاً لبثِّ الفهم القيمي الحقيقي، بعيداً عن التشوّهات والترّهات والتشويهات.
وتحسّس هذا الواقع مع جديّة الفكرة يجعلانها ممكنة التنفيذ، ليست مجرد أحلام، فالإمكانيات متاحة، وكثير من الصحف العربية قد تتنافس على المشاركة في هذا العمل البنائي الكبير، ليكون لديها فضل السبق، كما أن الأمر سيرفع من مبيعات صحيفتها التي تصدرها لو تم توزيع جريدة الأطفال اليومية مع الصحيفة نفسها، فتزيد إعلاناتها وترتفع مداخيلها وتغطي تكاليفها.. هذا إذا نظرنا إلى الأمر من الجانب الاقتصادي، مع الثقة بأنّ كثيراً من أصحاب الصحف سينظرون إلى الأمر نظرة تنموية اجتماعية، تقديراً منهم للطفولة ومستقبلها...

وفي هذا السياق يطرح هذا التساؤل: هل نحن حقاً بحاجة إلى جريدة يومية للأطفال؟
لا شكّ أنَّ وجود جريدة يومية عربية نموذجية خاصة بالطفل لم يعد ترفاً، لكن الإصدار يحتاج إلى إمكانيات ضخمة، عليها أن تتوافر كمصدر تمويلي ثابت، قبل بدء التنفيذ، حتى لا تصطدم بعقبات كثيرة أبرزها التمـويل عقب الانطلاق، حيث ستقوم معركة حقيقية، لتأمين مكافآت متخصصين نادرين في مختلف المجالات، بدءاً من المبدعين في التحرير والتأليف والرسم والإخراج إلى الطباعة والتوزيع؛ والتجارب السابقة لا توحي بإمكانية قيام الجريدة نفسها بتغطية تكاليفها ذاتياً، بواسطة الاشتراكات والمبيعات وخصوصاً الإعلانات، وهذا يستدعي حضور جهات نافذة داعمة، تعي عظم المسؤولية وفداحة الأخطار.
إصدار جريدة طفل يومية لا يعني مجرد إضافة رقم جديد، فإذا كان هذا هو الهدف، فمجرد التفكير بالموضوع ليس له فائدة، فهنالك أسباب كثيرة تجعل من فكرة إصدار جريدة يومية للطفل ضرورة عصرية ملحّة، انطلاقاً من أهمية الجريدة نفسها، كونها تصل إلى أكبر شريحة من القراء الأطفال، ومن خلالها نستطيع البناء المجتمعي الحقيقي، والبناء الثقافي التربوي التعليمي.. ما يختصر الأزمنة والأمكنة.
وهناك أسباب كثيرة تمثل دافعاً لإصدار جريدة يومية لأطفال العرب منها فردية ومنها عامة، تستوجب أن تدفع الجريدة إلى تبني أسس علميَّة واضحة، تستشف من التجارب والخبرات السابقة معينها، لتجنب الأخطاء، وتطوير الجوانب المضيئة، وحصر اهتمامات المختصين، لإنتاج جريدة لها تأثير بنائي شامل، ولا تكون مجرد إضافة، بل فعلاً متحققاً مؤثراً ومستمراً.
وهذا يستدعي قيام جهة متخصصة بعملية الإصدار، واقترح هيئة رسمية عليا تابعة لجامعة الدول العربية، تقر بعد دراسة عميقة من قبل مجلس وزراء الإعلام العرب.
ولا تكون الجريدة تابعة للجامعة العربية إلا إدارياً، وليس لها حكم مباشر عليها، فلا تفرض سياسات معينة أو آراء محددة..
وبعد الموافقة العربية، يعرض الأمر على القمة العربية لتبنيه المشروع ورصد الميزانية اللازمة له، وتكون الميزانية مقتصرة على المقر الملتزم بالجانب التنفيذي الأولي الذي يسبق مرحلة الطباعة والتوزيع، بمعنى أنّ الميزانية تخص فقط كل ما يسبق عملية الطباعة، حيث يتم عرض المرحلة الثانية، أي الطباعة والتوزيع، على الصحف العربية الكبرى في كل بلد عربي، وبعد الاتفاق ترسل الصفحات يومياً عبر الأقمار الصناعية لكل الصحف المتفق معها لتطبع في وقت واحد في كل بلد عربي وتوزع في وقت واحد، فتكون جريدة الطفل اليومية مرفقة بصحيفة تفوز بأفضل العروض الطباعية من حيث عدد النسخ والتوزيع والتسهيلات التي تخص مادة جريدة الأطفال نفسها، بحيث يمكن الاستفادة من الصحيفة ومكاتبها ومحرريها لتغطية موضوعات محلية، أو من مكاتبها حول العالم.. كأنْ تخصِّص مجموعة من المتفرغين لمتابعة ما يخص جريدة الأطفال وتنسيق علاقتها بين الصحيفة التي تصدرها ومقر الإعداد الرئيسي.

التصور العام المقترح
1 - الاسم:
بما أن المضمون يقرأ عنوانه، فإن اسم الجريدة يجب أن يعكس السمة الحقيقية لهـا، ما يـوحي للطـفـل ولأولياء الأمر المنهج الذي تسـير وفقه، والطفل الذي تخاطبه.
ومن الضروري أن يحوي الاسم إشارة واضحة وصريحة، تعلمنا فوراً أنها للأطفال، وليس لعموم الأطفال، بل للطفل العربي تحديداً. وبذلك على الجريدة أن تتقيد بأسلوب خطابها الموجه لجمهورها، ولا يمكنها بهذا التخصص أن تقدم مواد لغير الأطفال - وإن كان من المتوقع أن يقرأها الكبار ويحرصون على متابعتها - كما تلتزم موادّها بقيم المجتمع، وتسعى لبناء شخصية سليمة، بعيداً عن الشوائب.
2- الشريحة العمرية المستهدفة:
توجه الجريدة إلى كل الأطفال، مع تركيز على المرحلة الوسطى ما بين الطفولة والاعتماد على الآخرين، وبين مرحلة الشباب وبدء الاعتماد على النفس. وتحدد المرحلة المستهدفة ما بين 8 و16 عاماً، مع إمكانية تخصيص صفحات للأطفال الأصغر سناً والأكبر قليلاً، وتتسق جميع مواضيعها وأبـوابهـا ورسـومـاتها ولغتها ضمن هذا الإطار، مع مراعاة حـاجـات هـذه المـرحـلة العمريِّة وما يمكـن أن تتطـلبه من صحيفتها اليومية.
3 - مـوعـد الإصــدار:
معظم صحف الطفل العربي ومجلاته، تكاد تكون شهرية، ومنها ما يصدر أسبوعياً، وبعضها يصدر بشكل متقطع، وربما تتوقف عن الصدور بعد فترة قد تطول أو تقصر.
ونظراً لأن الجريدة المقترحة تطمح لأن تغزو عالم الطفل وفكره وقلبه، ولكي تحقق أهدافها المرجوة، عليها أن تحافظ على علاقة دائمة ومستمرة بجمهورها، لذا فإنَّ من الأهمية أنْ تصدر بشكل يومي ثابت، في موعد صباحي محدد، وتوزَّع مع الصحف العادية التي يتم الاتفاق معها، ويبدو لنا أن فترة الأسبوع أو الشهر طويلة نسبياً، تبعد الطفل عن مطبوعته ولا تشده إليها بشكل مستمر، وربما ينسى قصصها المتسلسلة، ويفقد ميزة الالتصاق بها، وحرصه على امتلاكها، لانشغاله طوال الشهر بأمور أخرى مع وجود الإعلام المرئي الكاسح.
ولا يخـفى أنَّ انتظام صـدور الجريدة يومياً يجعـل الطـفل حريصاً على الحصول عليها، ويترقبها، وأن تتابعها ينشئ بين الطفل وجريدته علاقة شخصية راسخة، تجعله يبحث عنها إن لم يجدها في المكتبة التي يعتاد الحصول عليها منها، أو يشجع والده على الاشتراك في الجريدة التي توزعها، مع إمكانية الاشتراك بها لوحدها بسعر رمزي، ما يجعل الطفل متابعاً مجداً، قلقاً في حال تأخرها أو عدم تمكنه من الحصول عليها لسبب من الأسباب، متحفزاً إلى متابعة موضوعاتها، ما ينمي في نفسه روح المتابعة والانتظام والثبات، ويدفعه للبحث عن الجديد في المكتبات، نظراً لبحثه الشخصي عن الجريدة، الأمر الذي يعرِّفه بعدد كبير مما هم معروض على الرفوف، وقد يدفعه حب الاستطلاع للمطالعة الدائمة، والتمييز بين الجيد والرديء.
4- الأهـــــــداف:
من الطبيعي أن يكون للجريدة أهداف تسعى إلى تحقيقها بعيداً عن الأهداف الربحية المادية، ومن الطبيعي أن يكون لها هدف عام، وأهداف تفصيلية، تنبع كلها من النظرة التربوية الجادة تجاه الطفل.
أما الهدف العام والأول، فهو بنـاء شخصية الطـفل بناء حضارياً متكاملاً، لتمكينه بالتعاون مع مختلف وسائل التربية في المجتمع، من أن يتحلى بصفات سامية، يجب أن يتمتع بها، وبذلك يكبر الطفل مصقولاً بالعلم والمعرفة والإيمان، فضلاً عن الأخلاق الحميدة.
ومن الأهمية أن تتسق الأهـداف مع الأدوار التي على الجريدة أن تؤديها في خطتها الساعية إلى بناء شخصية الطفل، حيث تعمل الأهداف في اتجاهات رئيسية منها: إيمانية وتربوية وتعليمية وجمالية وترفيهية...
وقد يبدو للوهلة الأولى أن تحقيق هذه الأدوار مجتمعة أمر عسير، غير أن الرؤى البعيدة، وخطة العمل، ورصد إمكانيات كافية، مادياً وبشرياً، يجعل الطموح ممكناً، وربما لا تتحـقق جميع الأهداف في كل صفحة وكل موضوع، كما أن تطبيق الأدوار كلهـا عملياً في جميع الصفحات قد يكون غير متاح، إلا أنَّ التكرار، وامتزاج الشكل بالمضمون، وتسخير الصورة والرسمة والفكرة والكلمة والأسلوب والإخراج والألوان، يجعل الهدف شيئاً ملموساً، والوصول إليه أمراً ميسوراً، بشرط أن تتضافر جميع الأساليب الصحافية، فنياً وتحريرياً، لتحقيق الأهداف التفصيلية وصولاً إلى الهدف العام، الذي من أجله تصدر الصحيفة، وتبذل جهود مختلفة من أجل مستقبل أفضل للإنسان العربي المتكامل، روحاً وجسداً.
ومن المطلوب أن تكون الأهداف متممة للوسائل التربوية الأخرى في المجتمع، لأن ذراع الجريدة مهما كانت قوية، فإنها لا تستطيع أن تصل إلى عقل الطفل وقلبه بمعزل عن معونة الأسرة والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام الهادفة الأخرى. وربما تكون أهداف جريدة الطفل العربي مهددة بكثير من التحديات المعاصرة، وهذا يفرض عليها أنْ تحصِّن أهدافها، شكلاً ومحتوى، وبواسطة الصفحات التي تصل إلى الطفل، لأنّ الطفل لا تعنيه الأهداف المعلنة أو الأهداف الضمنيّة، بل ما يعنيه فقط هو الجريدة نفسها، بما فيها من قضايا ومواضيع وصور ورسوم وقصص وألعاب وألوان..
من هنا، فإنَّ على الأهداف أن تتحقق من خلال الأدوار التي يظهر أثرها تدريجياً على الطفل، والتي يمكن لذويه أنْ يلاحظوها عليه مع مرور الوقت وشدّة التصاقه بالجريدة، وما تقدمه من مواضيع وشخصيات وحكايا...
والجريدة بالـتأكيد ليست وحدها من يحدث في نفس الطفل البناء المرغوب، ولكنها ستكون دافعاً وحافزاً رائعاً له، تجعله مراقباً لنفسه، وتكون صديقه المقرب، يحملها في حقيبته المدرسية، يطـالعها بين الحصص، يشارك زملاءه في الأفكار التي تحتويها، ينمي حصيلته المعـرفية على كثير من الصعد، فهي تقدم له الثقافة والتسـلية، والعلم والتـربية، والفـن والمتعة، والفـكر والقـدرة على النقاش والمحاورة وإثبات الذات ودحض المزاعم التي تهدد معتقداته، وتعلمه دينه، وكيف يؤدي عباراته، في أسلوب بعيد عن الكتاب، في أسلوب يجده مثالاً حياً في الأحداث الواقعية التي تُنقَل له بأمانة، في السياسة والاقتصاد والاجتماع.. فضلاً عن التمثيليات المصورة، والقصص السردية، والرسوم المعبرة، والأناشيد المحببة...
وتتنوع أهداف الجريدة مع تنوع مواضيعها، التي قد تتبدل من عدد إلى آخر، مع الحفاظ على شخصيات محددة، يرتبط بها الطفل، ويشعر أنَّها تفهمه كما أنَّه يفهمها. وتأخذ الجريدة مكانتها من خلال أهدافها المحددة، التي تعكس بدورها سلوكيات بنائية راسخة.
5- الخصائص والمميزات:
تتعدد خصائص الجريدة ومميزاتها من حيث الشـكل والمحتوى والجمهور المستهدف، ولعلَّ من أبرزها أنها:
أولاً: موجهة إلى شريحة عمرية محددة من الأطفال العرب أو الذين يعرفون العربية، وربما يتابعها الكبار أو الأصغر سناً، ويستفيدون منها ، لكنهم ليسوا هم المستهدفون برسالتها، وهذا التحديد يختلف عن كثير من إعلام الطفل الذي لا يحدد شريحة المستقْبِلين، ويتفاوت الأسلوب والمستوى من كاتب إلى آخر، ومن صفحة إلى أخرى، وهذا التنوع، وإنْ كان مستساغاً في بعض المطبوعات، فإنَّ جريدة الطفل العربي من المحبذ أن يقتصر خطابها على جمهورها المقصود دون غيره والعمل من أجله.
ثانياً: لا تعتبر الجريدة نفسها متحدثاً عن أحد، بل هي لا تشبه إلا نفسها، ولا تتحدث إلا عن نفسها، وتتخذ منهج التميز وعدم انتهاج سياسة محددة تتبعها دولة معينة.
ثالثاً: تنشد العالمية، ولا تحصر نفسها ضمن أطر محلية ضيقة، لأنّ خطابها موجه لجميع الأطفال الناطقين بالعربية والعرب على وجه الخصوص، وتخطط الجريدة مستقبلاً لترجمة مواضيعها وإصدار طبعات بمختلف لغات العالم.
رابعاً: تصدر يومياً في صفحات محدودة بدايةً وتكون في حجم الصحف العادية، وفي يوم الجمعة تصدر بصفحات أكثر، كون هذا اليوم هو يوم عطلة في معظم الدول العربية.
خامساً: لا تهدف إلى إشاعة أفكار مذهب معين أو اتجاه ما، لأنها تؤمن بأن الطفل هو خـارج إطار المذهبية أو الحزبية، وعليها أن تقدر أنها لجميع الأطفال العرب بلا استثناء، في إطار الشريحة المستهدفة.
سادساً: لا تتوخى الربح، ولا تسعى إلى تكديس الأموال، بل تهدف إلى بناء شخصية الطفل بشكل سليم، وهدفها يفرض عليها أن تخفِّض قيمة الاشتراك وسعر النسخة الواحدة، وأن لا تسمح للإعلان أن يحتل مكان النص أو أن يقدم سلعاً تخالف الهدف العام. ونرى أن يتم الاتفاق عبر الجامعة العربية ومن خلال مجلس وزراء الإعلام العرب على أن تتطوع جريدة يومية في كل بلد عربي لتبني جريدة الأطفال لتصدر مع الجريدة وتوزع مع أعدادها يومياً - كما قلنا سابقاً - وهي بذلك ترفع توزيع الجريدة اليومية وتزيد من مشتركيها، ولا يكون عمل الجريدة المحلية سوى الطباعة والتوزيع، وتأتيها المادة مخرجة وجاهزة للطباعة من مكان صدور الصحيفة المركزي الذي يحدد لاحقاً من خلال عرض الأمر على الدول العربية كافة لتقدم مقترحاتها، وخاصة الدول التي ترغب باستضافة المقر الرئيسي للجريدة، وما ستقدمه لها..
ويمكن الاستفادة من مكاتب الصحيفة المحلية لمعرفة الأخبار المتنوعة التي تهم الطفل العربي لنشرها في جريدته الجديدة.
سابعاً: تخضع الصَّحيفة مواضيعها للإشراف السياسي والديني والتاريخي والتربوي والنفسي، وتخصص لذلك مجموعة من المستشارين، دون أن يكون ذلك مجرد تكريم لهؤلاء، بل عليهم أدوار محددة يجب أن ينفذوها بدقة.
ثامناً: يتم اختيار العناصر البشرية بدقة متناهية، ويخضعون لدورات متخصصة لرفع كفاءتهم، وتطوير إمكاناتهم باستمرار.
تاسعاً: تهتم جريدة الأطفال بعد اقرارها بدراسة الميول القرائية للشريحة المستهدفة بالتعاون مع جهات متخصصة، وبواسطة تحقيقات ميدانية، واستبيانات عامة.
عاشراً: تقيم الجريدة علاقات مباشرة مع الأطفال، ويحتك المحررون والرسامون وسائر العاملون فيها، بشريحة القراء مباشرة، بواسطة الرسائل المرسلة، أو الاتصالات الهاتفية، أو عبر زيارة أماكن وجود الأطفال من مدارس ونواد، ودراسة احتياجاتهم ورغباتهم، ومحاولة تحقيقها من خلال صفحات الجريدة.
الحادي عشر: تقدم صحافة متخصصة للأطفال، وتتميز بعناصر بشرية مؤهله، ذات خبرات طويلة، وقدرات عالية موهوبة ومجربة ومحترفة، لأنَّ الجريدة تؤمِن بأنَّ صحافة الأطفال ليست محل تجريب وتدريب، ولكن باستطاعة الجريدة أن تساعد من ترى لديه الموهبة الكافية للمشاركة تمهيداً لخوض هذا المضمار مستقبلاً، وخاصة من الأطفال والناشئة.
الثاني عشر: تمتاز الجريدة بأسلوبها البسيط الواضح المتجدد الممتع والمفيد في آن واحد، حيث تحرص على انتقاء الألفاظ والعبارات والقصص والموضوعات بأسلوب تربوي ممتاز.
الثالث عشر: تمتاز الجريدة بتركيزها الكبير على الجانب الفني، وحرصها على اختيار الرسامين الموهوبين، القادرين على المواءمة بين الألوان وابتكار الرسوم المتوافقة مع النص، التي بإمكانها أن تقدم فوائد ربما تفوق النص نفسه، أو على أقل تقدير تدعمه بشكل كبير، وتساعده ليؤدي غرضه بيسر وسهولة، وتسهم بمساعدة الطفل في استيعاب النص وتقبله دون مجهود كبير.
6- سعر الجريدة وتوزيعها:
ذكرنا سابقاً أن الجريدة تستهدف شريحة محددة من الأطفال، وهذه الشريحة من الطبيعي أنها تعتمد مادياً على من هم أكبر سناً، وربما يظن هؤلاء أنَّه من غير الضروري شـراء الجريدة إذا كان سعرها مرتفعاً، في حال جعلها منفصلة وتباع بشكل منفرد، مع تفضيلنا أن توزع هدية مع صحيفة محلية في كل بلد عربي، ويمكن طرح أعداد محدودة تباع مستقلة في المكتبات بسعر رمزي، حتى لا تشكل ثقلاً على ميزانية الأسرة، ولا سيما في المناطق الفقيرة، وبذلك نضمن وصول الجريدة إلى أكبر عدد من الشريحة المستهدفة، ما يحدث التأثير المطلوب.
وفي حال طرح الجريدة منفردة يجب أن يكون سعرها متوافقاً مع الحالة الاقتصادية لكل بلد؛ حتى تكون في متناول الجميع، وألا تحرم منها بعض الدول بحجة عدم وجود مردود مادي مجز، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تقديم تسهيلات وتخفيضات مشجعة، واشتراكات بنصف الثمن للطلاب الفقراء والأيتام ولمن لا تسمح لهم ظروفهم بدفع الاشتراك كاملاً، إذ يكفي أن يسدد هؤلاء تكاليف الطوابع البريدية كاشتراك رمزي.
ويجب ألا تتوقف الاشتراكات أمام ذلك فقط، بل يتم تخصيص عدد وافر من النسخ على سبيل الاشتراكات المجانية لتشجيع أولياء الأمور والمقتدرين مالياً على الاشتراك الممتاز، بأن يدفعوا اشتراكاً عالياً على سبيل الدعم، وتغطية الاشتراكات المجانية، لإتاحة الفرص أمام مناطق تجمعات الأطفال، من مدارس ونوادٍ ومراكز وقصور ثقافية ومكتبات عامة، للاستفادة والاستعانة بالجريدة، كإحدى وسائلها في نشر المعرفة وتحقيق التسلية المفيدة للأطفال، ووضع تلاميذ مدارس الأقاليم والمناطق النائية، ضمن لائحة أبرز المناطـق المستهدفة، وفي دائرة الاهتمام، من حيث التحرير والتوزيع، فتلك المدارس يجب أن تُخصص لها نسخ مجانية، حيث تقل في بيئتها سبل الثقافة والترفيه المبـاح التي تـتوافـر لطفل المدينة والمناطق الثرية، وتقـل في المناطق النائية الفقيرة إلى حـد النـدرة، وهذا يضاعف من أهمية الجريدة، التي تهـدف إلى بناء شخصية الطفـل بعيداً عن مبدأ الربح والخسارة، لأنها تسعى إلى تربية الإنسان دون اعتبارات لأي عوائق محتملة.
7 - الإعــــلانـات:
بما أنّ الجريدة رسمت لنفسها خطة واضحة بعيدة عن الربح المادي، كان لزاماً عليها ألا تعتبر صفحاتها مجالاً إعلانياً، يأخذ من الطفل حقه بالحصول على جريدة بكامل صفحاتها، ولا ينافس الإعلان مواضيعها. ورغم هذا المبدأ، لا بد من التعامل مع الأمر بواقعية، فأي وسيلة إعلامية تحتاج إلى مصادر مالية لتواصل الصدور بانتظام، وحتى لا تكون أسيرة الجهة التي تصدرها، فإذا أمكنها تغطية تكاليفها بالاشتراكات والمبيعات والإعلان؛ فإنها تصبح قادرة أكثر على التجدد والتطور.
وبالإمكان أن يقدم الإعلان بشكل بعيد عن الشكل المعتاد في الإعلان في مطبوعات مشـابهة، فعند الحديث عن أهمية التطور والتكنولوجيا مثلاً، يمكن الإعلان عن جهاز حاسـوب، وعند الحـديث عن الوقت وأهميته يمكن الإعلان عن نوع معين من الساعات، وعند الحديث عن فضل العلم والعلماء يمكن الإعلان إصدارات تراثية أو حديثة، وهكذا، بشرط أن يخلو الإعلان من التدليس وأن لا يسخَّر الموضوع المنشور لخدمة الإعلان.
8 - الناحية الفنية:
ترى الجريدة في خطتها أنّ للشكل أهميّة خاصة، بل إنَّ هذه الأهمية لا تقلّ عن المضمون، وبما أنَّ طريقة عرض اللوحات المرسومة والمادة المكتوبة في جريدة الطفل تتطلب موهبة خاصة جداً وقدرة عالية على التوفيق بين الشكل والمضمون مع ذوق رفيع، فإنَّ ذلك يقتضي انتقاء مجموعة من المخرجين والرسَّامين والخطاطين والمصورين المحترفين، فضلاً عن منفذين قادرين على العمل على أحدث الوسائل.
والإخراج عمل فني بالدرجة الأولى، يعتمد على الموهبة والخبرة الطويلة والإمكانات المتاحة، وينبغي لجريدة الطفل اليومية ألا تهمل هذا الجانب، وتعنى عناية خاصة بالجانب الفني، وتحرص على مستوى متميز من الإخراج، والطباعة عالية الجودة.
وللرسوم دور بارز في توصيل الفكرة، والباحثون يؤكدون أهمية دور الرسم عموماً في حياة الأطفال، وفي صحافتهم خصوصاً، ويشدد هؤلاء على أن دور الرسوم في كل الأعمال التي تقدم للطفل ليس مجرد تكامل بين الكلمات والرسـوم، فالرسـم ليـس مجـرد شرح أو تعليق أو حلية، إنه حـوار مع النص، وإضافة إليه، وإبداع جديد مكافئ له.
وتحاول الجريدة توظيف رسومها وصورها تربوياً في أشكال فنية متعددة، حسـبما هو متاح، مثل القصص المصورة أو السردية، أو المعبرة عن موقف ما، ما يسهم في تأدية النص لأهدافه المتوخاة. وهنا تطـرح قضية المزاوجـة بين مضـامين النص، وإيحـاءات الرسمة والصورة، كأن يكون هناك علاقة تبادلية، حيث يخدم كل واحد منهما الآخر، بشكل تكون النتيجة أكثر وقعاً وأشد أثراً.
وجمالية الشكل قد تؤدي دوراً أكبر من جمالية المضمون، فلو قدمنا مضموناً رائعاً بثوب ضعيف باهت رث، فسوف تفقد الجريدة جمهورها، فكان لزاماً أنْ يكون الشكل الخارجي بمثابة الطُعْم اللذيذ، الذي يجذب الأطفـال إليه ويشـدهم إلى قـراءة الجريدة ومطـالعة ألوانها وحروفها البراقة ورسومها الساحرة المتفائلة.
ولا شكّ أنّ سيادة الفرح والبهجة بعيداً عن الجهـامة وحشد الكلام ورصّه متتابعاً، تحقق الأهداف بكلمات قليلة - لكنَّها ذات معنى - ورسومات جميلة هادفة، ومساحات ملونة تؤمّن قدراً عالياً من الراحة وفضاءات من الرؤى، تجعل الأطفال يقبلون عليها بتلقائية، بحثاً عن فائدة هنا أو تعليق هناك أو إشارة من هنالك، وهذه الأمور كلها تقود الطفل دون أن يشعر إلى الغايات الأساسية التي تصدر الجريدة من أجلها.
9 - اللغة والأسلوب:
من المؤكد أنّ الجريدة وسيلة تعليمية مهمّة، عليها أن تثري لغة الطفل، وأنْ تقوم على تفهم وفهم اللغة والأسلوب اللذين يراد استخدامهما من أجل تحقيق الأهداف والأدوار، وهذا يقتضي أن تكون الألفاظ المستخدمة بسيطة ومفهومة ومناسبة للقراءة الخاطفة، فالجريدة لا تأخذ دور الكتاب، بل هي جرعة أساسية، يحتاج إليها الطفل لفترة زمنية حسبما يتاح له من وقت. ومن الضروري أن تكون الكلمات والتراكيب سهلة الفهم في سن الطفل المستهدف، وهذا يقتضي مراعاة قاموس الطفل اللغوي. وبما أن هذا الأمر غير محسوم تماماً، لأن الأطفال يتفاوتون عقلاً وفكراً وثقافة، نظراً لعوامل متعددة، فإنّ ذلك يبين صعوبة تقدير لغة الكتابة للأطفال، وتزداد الصعوبة لأن الجريدة لا تتوجه إلى مجتمع محدد أو منطقة معينة، لأنها تخص الطفل العربي في كل الأقطار العربي الشاسعة.
من هنا نطرح التسـاؤل التالي: كيف يمكن لجريدة الطفل أن توفق بين كل هؤلاء؟
والجواب في غاية البساطة: أن تسـتخدم اللغة العربية المبسطة، والابتعـاد عن اللهجـات المحـلية، وتجنب الألفــاظ الغريبة المعقدة، وبذلك يرتبط الطفل بجريدته، ويزداد عشقاً للغته، ويتخلص من الشوائب التي علقت بلسانه بسبب اللهجات العامية والكلمات المستوردة، وتنمو لغته الفصحى بشكل سليم.
ولتحقيق أكبر قدر من الإفادة، فإن الجريدة التي تهدف إلى تحسين النطق عند القارئ الصغير، يمكنها بسهولة ضبط معظم حروفها، كما يمكن تشكيلها بلون مختلف عن لون الكلمة.
أما من الناحية الأسلوبية، فإنَّ الأسلوب الرفيع المبسط، يجعل الوصول إلى الأهـداف أكثر سهولة ويسـراً، ما يقتضي الابتعـاد عن المحسنات اللفظية غير الضرورية، التي لا تهم القـارئ الصغير، ولا تفيد الطفل من حيث المعنى أو الهدف المرجو، أو تعلي من مستوى الأسلوب، لأنّ مهمِّة النصَّ الموجّه للطفل أن يسعى أولاً إلى إيصال الفكرة بشكل سليم، لا إيجاد نص غريب متخم بألفاظ غير مستعملة ومحسنات بديعية مهملة، وغيرها من أساليب الشعراء والبلغاء التي يُهدف من ورائها إظهار البراعة الأسلوبية والبلاغية، وهذا بالتأكيد أمر لا يعني الأطفال، بل على العكس من ذلك تماماً، ستفقد الجريدة اهتمامهم، وقد ويتركونها ولا يعودون إليها مرة ثانية.
وهـذا يقتضي أنْ تكـون الألفـاظ خفيفة على اللسان والأذن، قصيرة المقاطع، مألوفة النطق والاستعمال ومستخدمة في سياق مناسب يحتمله النص، حيث إنّ لغة الأناشيد تختلف عن لغة القصة، ولغة التراث تتباين عن لغة العلوم، ولغة التسلية هي غير لغة السياسة.. وهكذا.
والطفل لا يريد من جريدته أن تكون مدرسة ثانية، ولا حتى أباً أو أماً آخرين، والتهاون في هذا يؤدي إلى هروب الطفل من جريدته إلى إعلام آخر، ربما يكون هداماً.
لذا فإنّ اللغة المعروضة للطفل في سياق النصوص والرسوم يجب أن تكون بسيطة جداً وفي الوقت نفسه رفيعة جداً، ومستواها راق جداً، تحوي إيقاعا محبباً، تكون رغم بسـاطتها غنية في محتواها سلسة في أسلوبها، مفهومة في مضمونها، سامية في أهدافها. لأنَّنا إلى جانب السعي للرقي بمستوى القارئ الصغير اللغوي والثقافي، يجب أن نسعى إلى الارتقاء بقدرته على تذوُّق الكلمة ونقد النصوص، والتمييز بين الجيد والرديء، شكلاً ومحتوى.
كذلك يجب أن يكون الأسلوب متزناً، بعيداً عن الشدَّة والتوجيه الحاد المباشر، وأنْ تخلو النصوص من القدح والذم والهجاء والاستهزاء والألفاظ المستهجنة، وأن تكون النصوص مطعمة بأساليب تربوية البنائية تراعي الدقة وجلاء الأفكار ووضوح الأهداف، والابتعاد عن الأساليب الركيكة الضعيفة، وخصوصاً في النصوص المترجمة، التي لا يُلجأ إليها إلا عند التماس أهداف بنائية منها، بشرط إعادة صياغتها بلغة عربية سليمة.
10- السياسة التحريرية:
تقوم الجريدة على مجموعة مبادئ أساسية تنبني عليها السياسة التحريرية، منها:
أ ) تلـتزم الجريدة شـكلاً ومضموناً بقواعد النشر على اعتبار أنها جريدة أطفال عربية، وتمنع عن نشر كل ما يمس المعتقدات والقيم بسوء، مهما كان بسيطاً، وإدارة التحرير مسؤولة تماماً عن كل ما ينشر، من نصوص ورسوم وصور وإعلانات، وعليها أن تكون بمثابة المصفاة النهائية بشكل لا تقبل معه النشر دون مراجعة شاملة ومعمقة، حرصاً على الدور الذي تقوم به.
ب ) تعيِّن الجريدة مراجعاً للتدقيق اللغوي بمنصب سكرتير تحرير، يشرف على المصححين، ويكون مؤهلاً لكشف الأخطاء، وعلى دراية كبيرة في تشكيل الحروف، وبالشعر والأناشيد وكشف أي خلل في المعنى أو في الوزن، يراجع النصوص قبل الإخراج، ويتحمل مسؤولية التدقيق النهائي بعد تنفيذ الصفحات وقبل إرسالها إلى أماكن طباعتها في كل بلد عربي.
ج) تناط مهمة مراقبة النصوص الدينية بمتخصص في الأمور الدينية، مع توفير المراجع اللازمة، للابتعاد عن قضايا الخلاف، والتأكد من أن ما ينشر من فتاوى وأحكام دينية وقصص إسلامية.. كلها متفق عليها ولا خلاف بشأنها، وهذا من شأنّه أنّ يخرج الجريدة من الدوائر الضيقة ويجعلها لجميع الأطفال بلا استثناء.
د) تحـظر الجريدة نشـر صـور ومواضيع تثير الغرائز تحت أي ذريعة كانت، وتمتنع عن نشر رسوم مخلة بالآداب، أو تظهر مخالفة شرعية باستثناء حالة نقد هذه السلوكيات الخاطئة وتبيان موطن الخلل، ويتبع ذلك إرشاد إلى مكارم الأخلاق.
هـ) تعيِِّن الجريدة مستشاراً تربـوياً، تناط به مهمة مراجعة النصوص، ودراسة الصـور، قبل عملية النشـر، ومن الأفـضل قبل عملية الصف والإخراج والتنفيذ، ليتسنى له إعادة المواد للصياغة من جديد، أو رفضها تماماً، في حال اعتقاده أنّ في ظاهرها إفادة تربوية وفي باطنها أخطاء يمكن أن تزرع قيماً سلوكية خاطئة تؤدي في المستقبل إلى عكس ما هو متوخى منها، إذا ما توافرت لها مناخات معينة تمهد لها الطريق لتسلك سبيلاً مغايراً للخطة والأهداف والتطلعات التي تسعى الجريدة إلى تحقيقها.
وإلى جانب المستشار التربوي، من المستحسن أن يكون للجريدة مستشار متخصص في علم نفس الطفل، لأنه قادر على البحث في كل ما يدركه الطفل، كيف يتعلم وكيف يتذكر وكيف يصمم، وكيف يفكر وكيف يتخيل وكيف يبتكر، ولماذا يثور، ولماذا ينفعل، لماذا يحب ويكره، ولماذا يخاف ويغضب؟
ويساعد المستشار إدارة التحرير لتأدية رسالتها عبر دراسة طبائع الأطفال الموجهة إليهم المجلة، وتوضيح النتائج لإدارة التحرير، ليتصرفوا بناء على الملاحظات المبنية على أسس علمية واضحة، وبإمكان المستشار أن يحدد حاجات الأطفال النفسية، وما يتوقعونه من جريدتهم.
ولا يعني ذلك ـ أي وجود المستشارين ـ أن لا يهتم المحررون والكتاب والرسامون والمخرجون بالجوانب النفسية والتربوية، ، بل عليهم أن يدعموا موهبتهم الصحفية، وأن يكونوا على درجة عالية من الكفاءة، وأنْ لا تلقى المسؤولية كاملة على عاتق المستشارين.
جامعة عربية لدراسات الطفولة:

مقدمة:
تسير التطورات العلمية الأخيرة الهائلة - التي شهدتها تكنولوجيا المعلومات ومجالات البحث العلمي- بالباحث إلى التفكير جدياً بطرح أفكار قد يعتقد البعض أنّها مجانبة للواقع فيما يسير العالم اليوم نحو التخصص إلى أبعد حدود.
فلم يعد اليوم مقبولاً القول: (إن العلم يقتصر على جوانب عامة)، فلا بد من تخصصات فرعية دقيقة، بدءاً من مجالات الطب والعلوم والهندسة والرياضيات.. امتداداًً إلى الأدب والدين والتربية والفن والتمثيل والموسيقى والرسم والإيماء والإعلام... وغيرها كثير من مجالات لم تعد مجرد عموميات...
وقد كان الطبيب يقوم بمعالجة كل الأمراض، من أوجاع الأسنان إلى أمراض القلب والأورام والجراحات الدقيقة.. بينما طبيب اليوم المتخرج منذ سنة واحدة - إن لم يسعف نفسه بمتابعة الطب وما يستجد من معلومات كل يوم - يصبح طبّه من الماضي..
وحسبنا بعض العمليات التي كانت تفتح جسم المريض، وتشق سنتميترات عدة من لحمه، بينما اليوم هناك كثير من تلك العمليات تتم دون أن يمس مبضع الجراح اللحم ،ودون أن تسقط نقطة دم واحدة... وفي ذلك فتح طبي كبير، حتى لكل نوع من الأمراض طبيب له تخصص دقيق جداً ليتميز عن غيره من الأطباء..
لذا فإن التفكير في إنشاء جامعة خاصة بالطفل ليس بشيء مستهجن، بل هو مطلوب، وقد رأينا تجارب مهمة في الوطن العربي على هذا الصعيد، منها مثلاً الكلية العليا لدراسات الطفولة في جامعة عين شمس المصرية العريقة، وغيرها من الجامعات العربية الكبرى، دون أن نذكر التجارب الغربية في هذا المجال.

لماذا جامعة للطفل؟

واليوم عندما نتحدث عن جامعة عربية للأطفال قد يرى البعض أنها حلماً أو خرافة لا يمكن أن تتحقق.. لكن الإنجازات الكبرى التي نراها اليوم واقعاً ملموساً كان بعضها وربما أكثرها حتى الماضي القريب ضرباً من الجنون، وباتت اليوم مسلمة من المسلمات التي لا شك فيها، ونحن واثقون أن هذا المشروع الجدي ممكن الحدوث ولو بعد حين، ولكن يحتاج لمن يتبنى الفكرة، ويأخذ المبادرة، ويطلق الخطة الأولى، ويؤمن بالفكرة لتصبح واقعاً وينال شرف السبق والريادة...

الفكرة
قد يطرح البعض هنا سؤالاً مهماً: هل يمكن أن تكون هناك جامعة خاصة بدراسات الطفولة وأبحاثها، وكل ما يتعلق بالطفل ولو بجانب بسيط؟
قد تكون الفكرة مستحيلة، وقد يقول المعتدلون إنَّها فكرة غير تقليدية، ولكن من الصعب تنفيذها.. ونريد هنا أن نشير إلى أن المحبط من الكلام أمر وارد ومسموع باستمرار، وليس مهماً كل ما يقال حول الفكرة؛ لأننا نطرح فكرة وعلى الآخرين قبولها أو رفضها، والزمن كفيل في المستقبل بنصرة المحق وإنصافه؛ لأنّنا نرى أنّ المستقبل هو لعلوم الطفولة ومهما تنازعتنا اليوم الأهواء فالغد يبشر بالكثير.
فعندما تقام مؤتمرات خاصة بالطفولة وعالمها وأدبها وإعلامها وثقافتها.. يتحدث المتحدثون جميعهم بحماس شديد بشأن الطفولة وعالمها، ونجد الكل يطالب بما يمس الطفولة بطرف.. ونقرأ أبحاثاً ودراسات ونسمع نقاشات، وفي النهاية يكون هناك اعتراف بأن عالم الطفولة العربية ينقصه الكثير وأن الطفولة في دولنا لم تنل ما تس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bakri.mam9.com
 
من أحلام أطفال الربيع العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طارق البكري: أطفال المغرب لديهم عشق كبير نحو الكتاب والقصص العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
د. طارق البكري :: القصص القصيرة جداً :: المنتدى الأول :: الأسئلة والمشاركات العامة-
انتقل الى: