قالت ليلى: "يا ترى من أي مكان تأتي الأفكار؟! ترتيبها يخنقني.. يجعل تفكيري يمتد مثل مطاط تحت شمس"..
ثم تابعت: "حرارة الصيف تشتد.. وأنا أكرة التكييف وكتم أنفاس خلف نوافذ وأبواب موصدة، أحب المتنزهات والحدائق والمكوث أمام مساحة بحر ساعة ضحى حتى ظهيرة.. وهذا أمر يستحيل بعد أن ولامست الحرارة درجاتها "الخمسين".
التفتت حولها ثم قالت : "لا بأس.. لن تمنعني الشمس عن مزاولة ما أحب.. لكني بالتأكيد لن أمكث طويلاً تحت اللهب.. فهذا أمر مستحيل.. وسوف أتحول في دقائق إلى قطعة لحم مشوية..".
وعادت لتقول: "يا إلهي.. ترتيب الأفكار يزعجني ويتعب تفكيري.. فأنا لم أحب الترتيب يوماً.. حتى حروف العربية لا أعرف ترتيبها.. وأجهل جدول الضرب.. وغرفتي دائماً غارقة في فوضى".
"هذا أنا. ولن تستطيع الشمس تغييري.. أتحداها وحتى في عز حر.. ولو جاوزت حرارتها الـخمسين".
"سوف أواظب.. مثل الشمس على الاستيقاظ مبكراً والعمل بنشاط.. فلكل عاداته التي يؤمن بها.. غير أن ترتيب الأفكار يحرقني.. ربما أكثر من حرّها"..