قصة من طارق البكري
في غابةٍ صغيرةٍ عاشت مجموعاتٌ كثيرةٌ منَ السلاحفِ حياةً سعيدةً لعشراتِ السنين .الغابةُهادئةٌ جدًّا فالسلاحفُ تتحرّكُ ببطءٍ شديدٍ دونَ ضجّةٍ .
السلحفاةُ الصّغيرةُ سوسو كانت تحبُّ الخروجَ من الغابةِ والتّنزهِ بالوديانِ المجاورةِ ،فرأت مرّةً أرنبا صغيرًا يقفزُ و ينطُّ بحريّةٍ ،تحسّرت سوسو على نفسِها ،وقالت : ليتني أستطيعُ التحركَ مثلَه .إنّ بيتي الثقيلَ هو السببُ . آه لو أستطيعُ التخلصَ منه. فقالت سوسو لأمها: أنّها تريدُ نزعَ القوقعةِ عن جسمِها .
قالت الأمُ : هذه فكرةٌ سخيفةٌ لا يمكنُ أنْ نحيا دونَ بيوتٍ على ظهورِنا ! نحنُ السلاحفَ نعيشُ هكذا منذ أن خلقنا الله ، فهي تحمينا من البرودةِ والحرارةِ والأخطار .
قالت سوسو : لكننّي بغير بيتٍ ثقيلٍ لكنتُ رشيقةً مثلُ الأرنبِ، ولعشتُ حياةً عاديةً .
قالت : أنتِ مخطئةٌ هذه هي حياتُنا الطبيعيةُ ولا يمكننا أن نبدلَها .
سارتْ سوسو دون أن تقتنعَ بكلامِ أمِّها ،وقررت نزعَ البيتِ عن جسمِها، ولو بالقوّة . بعد محاولاتٍ متكررةٍ ، وبعد أنْ حشرتْ نفسَها بين شجرتينِ متقاربتينِ نزعت بيتَها عن جسمِها، فانكشفَ ظهرُها الرقيقُ الناعمُ ،فأحست السلحفاةُ بالخفةِ.
حاولت تقليدَ الأرنبِ الرشيقِ لكنّها كانت تشعرُ بالألمِ كلّما سارت أو قفزت. حاولت سوسو أن تقفزَ قفزةً طويلةً فوقعتْ على الأرضِ، ولم تستطعِ القيامَ، بعد قليلٍ بدأتِ الحشراتُ تقتربُ منها، وتقفُ على جسمِها الرقيقِ، فشعرت سوسو بألمٍ شديدٍ بسببِ الحشراتِ ، عندها تذكرت نصيحةَ أمِّها ولكنْ بعد فواتِ الأوانِ.