د. طارق البكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
د. طارق البكري

موقع أدبي وقصصي ونقدي خاص بالأطفال واليافعين والشباب
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حرية.. حرية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 28/09/2013

حرية.. حرية Empty
مُساهمةموضوع: حرية.. حرية   حرية.. حرية Emptyالثلاثاء أكتوبر 01, 2013 3:29 pm

قصة واقعية للفتيان
حرية حرية حرية

حمزة الخطيب
من د.طارق البكري


عن تلك البقعة الجميلة كتبوا.. وغنوا.. وأنشدوا.. وفي كتب التاريخ والجغرافيا والمواقع الإلكترونية تنتشر أخبارها وصورها.. وأخيرا كتبوا عنها وتحدثوا كثيراً كثيراً.. وتساءل الناس عن سرها في كل البلاد..
هي بلدة قديمة جداً.. يعود تاريخها إلى قديم الزمان.. لم تكن مشهورة ولا معروفة إلا بين الذين يعرفون التفاصيل الصغيرة والبلدات النائية قرب الحدود الجنوبية..
وغالباً ما يُجهل الجنوب.. ويستثنى من الخارطة.. وكأن الجنوب يشكل خاصرة الوجع..
سموها باسم جميل.. لا أدري من أين اقتبسوه.. ولا متى أطلقوه.. هو في "المعاني" مقدارُ الماء الذي يَجُوز به المسافرُ من مَنْهل إِلى منهل.. وهو أيضاً الناحية.. وجانب الوادي.. وهذا بالفعل كل ما تتميز به طبيعتها وأخلاق أهلها.. وبالتأكيد.. لأن اسمها ابن طبيعتها..
(الجيزة).. ليست من الجائزة.. ولا من الأرض التي يجتازها الإنسان..
وقد يتبادر إلى الذهن أن اسمها مكان معروف مشهور.. لكنها في الحقيقة ليست (الجيزة) المصرية.. بل هي إحدى بلدات (حوران)، في محافظة (درعا) جنوب سوريا.. وهناك فرق بين الجيزتين.. لكنهما في الأخلاق والشهامة وإكرام الضيف سواء بسواء.. ومشهود لهما بالسمعة والبطولة والفداء..
الجيزة في مصر.. والجيزة في سوريا.. أخت كبيرة لأخت صغيرة. جمعهما الاسم.. والشهامة.. في الجيزتين عروبة وإخاء.. وفي الدارين.. حب ووفاء.. ودم.. وشهداء.. لكن محافظة الجيزة واسعة جداً وعدد سكانها أكثر من خمسة ملايين.. والجيزة السورية بلدة صغيرة جداً.. وسكانها اليوم لا يتجاوزون العشرين الفاً، وكثير منهم مهاجرون في أنحاء العالم.. وأكثر الباقين يعملون في التجارة والزراعة وبخاصة زراعة القمح والشعير والزيتون والكرمة.. لما تتميز به أرضهم من خصب ونماء.. وكانت القرية تعيش بسلام وأمن وسعادة.. أمّا اليوم.. فهي حزينة حزينة..
سموها بــ(الجيزة).. وهي بلدة وادعة هانئة... والبلدات عادة عبارة عن قرى صغيرة تنمو مع الأيام.. تنمو مثل عريشة عنب على سطح منزل.. أو على جوانب عرزال قصب.. حيث تحلو جلسات المساء أو الأصبوحات.. لا فرق.. لأن أهل البلدات والقرى في الأصل جماعة واحدة.. تجمعهم أشياء كثيرة.. ولا يفرقهم إلا الموت..
أهل البلدة طيبون.. أما البلدة نفسها فتتميز بموقعها الجغرافي على واد شهير يدعى (الزيدي)، وهو أهم الأودية التي تغذي نهر (اليرموك)، هذا النهر الطويل، الذي ينبع من بحيرة (مزيريب) الشهيرة، ثم يسير ليشكل جزءاً من الحدود السورية الأردنية. ويقع على النهر في سوريا سد (اليرموك)، ويتغذى ببعض الروافد كـ(وادي الرقاد) في الجولان، و(وادي الذهب) الذي ينبع من جبل العرب، مرورا ببلدة (الغارية) الشرقية، والغربية.. ويمر على عدد من المناطق والقرى التاريخية، التي تحتوي على الكثير من الكنائس القديمة والأديرة والمقابر والآثار. وأقيم باتفاق بين الأردن وسوريا قبل نحو عشر سنوات سد على النهر.. سمي بــ(ســد الوحدة)، علماً أن جزءاً من النهر يقع ضمن نطاق (محمية اليرموك الطبيعية) في الأردن.
المنطقة كانت مهمة على مدى التاريخ، وما يؤكد هذا وجود آثار لحضارات قديمة تصل إلى الإسكندر المقدوني في القرن الثالث قبل الميلاد.. ويتميز موقعها الجغرافي بتوسطه لسهل حوران، وانخفاضها عما حولها من القرى.. تحدها من الشرق مدينة (بصرى الشام) ومن الغرب (ناحية الطيبة)، ومن الشمال بلدة (المسيفرة) ومن الجنوب قرية (المتاعية) الحدودية مع الأردن، حيث تبعد عن الحدود الأردنية حوالي 13 كم جنوباً.

في تلك البلدة الطيبة نشأ حمزة.. كانت ولادته في الرابع والعشرين من أكتوبر 1997، ولم يكمل عامه الثالث عشر حيث فارقت روحه جسده في شهر مايو 2011 بعدما تعرض للتعذيب.. إثر اعتقاله مع آخرين عند مشاركته مع أهله وعشيرته في تظاهرة لفك الحصار.. اختفى يوم 29 أبريل، وبعد أيام، وتحديداً في في 21 من الشهر التالي استلمه أهله جثة هامدة.. وعلى جسمه آثار التعذيب والرصاص والسجائر.. وجدوا في ذراعه اليمنى رصاصة.. وفي ذراعه اليسرى رصاصة.. وفي صدره رصاصة.. أمَّا رقبته فمكسورة.. وعضوه الذكري مقطوع.. وبصلف وتعال.. "جرجروا" أباه وعمه ليقولا أمام الكاميرات كلاماً لا يؤمنان به.. خشية على إخوتهو أبناء العشيرة.. وقالوا لهما متبجحين: "سنقتص من قاتليه"..
فما اقتصوا.. وما فعلوا غير أنهم قتلوه...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bakri.mam9.com
 
حرية.. حرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
د. طارق البكري :: القصص القصيرة جداً :: المنتدى الأول :: قصص الناشئة-
انتقل الى: