د. طارق البكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
د. طارق البكري

موقع أدبي وقصصي ونقدي خاص بالأطفال واليافعين والشباب
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السمكة التي طارت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د.طارق البكري

د.طارق البكري


المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 28/09/2013

السمكة التي طارت Empty
مُساهمةموضوع: السمكة التي طارت   السمكة التي طارت Emptyالسبت سبتمبر 28, 2013 10:35 pm






د.طارق البكري



عاشت السمكة صاحبة الفم الكبير والجسد

الرفيع الطويل والزعانف الواسعة تتنقل من بحر إلى بحر.. ومن عمق إلى سطح.. ومن بحر

صغير إلى محيط واسع كبير..



كانت السمكة تحب السفر.. ولا تقضي في مكان

واحد يومين متتاليين..



شعرت السمكة بأن هذه البحار والمحيطات

الواسعة الرحبة لم تعد تشبع حبها للرحلات والاستكشاف.. وبدأت تفكر بشيء جديد..



سمعت من بعض الأسماك أنها وقعت مرة في شباك

مخلوقات تعيش خارج الماء.. وأنها عندما خرجت من الماء تقطعت أنفاسها ولم تعد

تستطيع التنفس من دون الماء..



وما أن أزيلت عنها الشباك.. حتى هاجت..

وتحركت بكل قوتها وتمكنت من الإفلات والعودة إلى البحر..



ومنذ ذلك اليوم لم تعد تصعد إلى سطح الماء

حيث ضوء الشمس.. وتفضل البقاء في ظلمة قاع البحر..



فكرت السمكة ذو الفم الكبير أن تلك السمكة

عقلها صغير ولا تتكلم الصدق، ولو كانت تفكر قليلاً لأمكنها أن تعيش في أي مكان

خارج البحار..



أصبح صدر السمكة ضيقاً رغم اتساع مساحات

البحار والمحيطات..



تريد أن تخرج من هذا السجن الكبير..



قررت أن تصعد لترى العالم فوق الماء..



لكن بعض السمكات الحكيمات عندما علمن بأفكارها

هذه حاولن أن يمنعنها وينصحنها..



لكن السمكة تشبثت برأيها وفكرتها ولم تعد

تسمع غير نفسها..



صعدت السمكة ذو الفم الكبير إلى قرب سطح البحر..




أصبح نور الشمس قوياً..



لم تكن معتادة على ذلك..



سبحت نحو الأعماق وهي تفكر بالعودة بعد أن

تميل الشمس إلى الغروب كي تتمكن من رفع رأسها خارج الماء..



وعند اقتراب المساء..



عادت السمكة ذو الفم الكبير إلى سطح البحر..




بدأت تخرج رأسها قليلاً حتى ينقطع نفسها.. فتعيد

رأسها إلى الماء في لحظات..



أخذت نفساً عميقاً جداً وأغلقت خياشيمها..



رفعت رأسها كاملاً خارج الماء فلفح وجهها الهواء المنعش..



رأت زرقة السماء الصافية..



لمحت الطيور تحلق في الفضاء بكل حرية..



فرحت السمكة كثيراً بمغامرتها.. وعادت إلى

البحر لتخبر بعض الأسماك بهذه المغامرة المدهشة..



لكن الأسماك جميعاً لم تعجبهم هذه

المغامرة..



اتهمتهن بأنهن صغيرات العقل، ولا يملكن

عقلاً كبيراً مثلها..



وراحت السمكة تفكر بأنها لو تدربت على

الطيران مثل الطيور التي شاهدتها وهي تطير في الفضاء سوف تطير بسهولة، خاصة أنها

تملك زعانف كبيرة.. وجسمها طويل.. ولو حركت زعانفها الكبيرة بسرعة سوف تطير وتطير

وتحلق في السماء..



ظنت السمكة المسكينة أن الطيران في الفضاء

يشبه السباحة في الماء..



وبعد أيام عادت السمكة ذو الفم الكبير إلى

الأعلى..



مطت رأسها فوق الماء بعد أن أخذت نفساً

طويلاً وعميقاً..



رفعت جسدها خارج الماء مستعينة بذيلها

القوي..



حاولت القفز وتحريك زعانفها بقوة..



وكان عصفور جائع يحوم في المكان..



شاهد العصفور هذه الفريسة اللذيذة الطعم

تلمع فوق صفحة الماء.. فالتقطتها بكل سهولة.. وحملها طائراً في الهواء..



ومن فرط جهل السمكة المسكينة ظنت نفسها

تطير وتطير..


وفي

النهاية كانت وجبة عشاء شهية للطائر المحظوظ وأسرته السعيدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السمكة التي طارت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصص التي لا تصدق بسهولة
» صديقتي التي أحبها وتحبني
» التفاحة التي لم توقظها الشمس
» الساعة التي لا تعرف قيمة الوقت
» الساعة التي لا تعرف قيمة الوقت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
د. طارق البكري :: القصص القصيرة جداً :: المنتدى الأول :: القصص القصيرة جداً-
انتقل الى: