طارق البكري: أطفال المغرب لديهم عشق كبير نحو الكتاب والقصص العربية
أطفال المغرب يحيطون بالزميل البكري
قام الزميل د.طارق البكري الكاتب والصحافي اللبناني بزيارة إلى المغرب بدعوة من مجموعة من كبرى مدارس الدار البيضاء والعاصمة الرباط، حيث قضى عشرة أيام متنقلا بين هاتين المدينتين إضافة إلى مدينة مراكش، بهدف إطلاع أطفال المغرب على أحدث إصداراته الأدبية للأطفال.
وتعد زيارة الزميل البكري وهو متخصص بالكتابة للطفل وعمل في التدريس الجامعي في الكويت، إضافة إلى كثير من المؤسسات الصحافية، كما عمل مستشارا لمجلة «أجيالنا» للأطفال ومدرسا لمادة أدب الطفل في الجامعة العربية المفتوحة إلى جانب عمله في وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، إضافة إلى عمله سكرتيرا لتحرير مجلة «التقدم العلمي» التي تصدر عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، هي الزيارة الثانية إلى المغرب حيث قام بزيارتها في نهاية فبراير الماضي للمشاركة في معرض الكتاب في الدار البيضاء.
جولة على أقسام احدى مدارس الدار البيضاء
وقال د.البكري بهذه المناسبة إن عددا من مسؤولي المدارس يرغبون بعمل تبادل ثقافي وطلابي مع الكويت، بحيث يتم استضافة مجموعة من الطلاب الكويتيين في مدارس المغرب لمدة أسبوعين مثلا على أن يتم في الوقت نفسه استضافة مجموعة من الطلاب المغاربة في الكويت في المدة نفسها، مشيرين إلى أن المغرب تقوم دائما بمثل هذا التبادل مع عدد من البلاد الأوروبية، وخاصة فرنسا، ومعبرين عن رغبتهم بأن يكون ذلك أكثر مع الدول العربية، وخاصة الكويت.
وأكد د.البكري الذي عمل سابقا في عدد المجلات والصحف الكويتية، أن الشعب المغربي شعب مضياف، ويحمل الكثير من المشاعر الطيبة نحو الشعب الكويتي، مشيرا إلى أنه تحدث خلال بعض اللقاءات عن أطفال الكويت، ومدى اهتمام الكويت بأطفالها تربويا وإعلاميا وصحيا واجتماعيا، كما أشاد بما تنتجه الكويت من برامج ثقافية ومجلات متنوعة على رأسها «أجيالنا» و«العربي الصغير» و«براعم الإيمان»، إضافة إلى ما تصدره مؤسسة التقدم العلمي من موسوعة للأطفال، وبرامج عديدة وجوائز كثيرة مخصصة للطفل الكويتي والعربي.
مدير معهد شروق ود.عبدالقادر التلاث ومنسقة الزيارة فتيحة شروق
ورأى د.البكري أن هذه الزيارة كانت زيارة استطلاعية ناجحة، حيث قام بزيارة ست مدارس من أكبر مدارس الدار البيضاء والعاصمة الرباط، كان على رأسها معهد «شروق» الذي بادر إلى التنسيق والدعوة للزيارة بواسطة صاحب ومدير عام المدرسة السيد نور الدين والمنسقة العامة الأستاذة فتيحة شروق، حيث انطلقت المبادرة من هذه المدرسة البارزة ثم انتقلت إلى مجموعة مدارس موليير التي تضم عددا من الفروع بإشراف صاحبها ومديرها العام الأستاذ علي جبراني ومديرة المدرسة الأستاذة زهرة، وكذلك مجموعة مدارس فاردان، ومجموعة مدارس المدينة، إلى جانب مدرسة من أجمل مدارس العاصمة الرباط وهي مدرسة «بلبشير».
وأشاد البكري بما لقيه من حفاوة بالغة خلال الزيارة، منوها بما يتميز به الطفل المغربي من رغبة بالتعرف إلى عالمه العربي، والكتب العربية المشرقية، معتبرا أن الطفل المغربي يتشابه مع الطفل الكويتي في حبه لكل جديد، ورغبته بالعلم والمعرفة، والانطلاق إلى عالم الخيال والعطاء المتواصل.
وأوضح البكري قائلا: قمت خلال الأيام الماضية ولمدة عشرة أيام تقريبا بزيارة المغرب في جولة شملت عددا كبيرا من المدارس، حيث التقيت الكثير من الطلاب الأحباء، وتنقلت ما بين الدار البيضاء والرباط ومراكش، وكانت هناك دعوات إلى طنجة وتطوان وغيرهما من المدن، لكن بسبب بعد المسافة وضيق الوقت اكتفينا بثلاث مدن، حيث لاحظت من جديد مدى الإقبال الرائع على القراءة.
وشهد اليوم الأخير حوارا مباشرا عبر الإذاعة، كان مقررا لساعة ونصف الساعة تقريبا لكن الحديث استمر نحو ثلاث ساعات، حيث كانت هنالك اتصالات كثيفة من الأطفال والكبار على السواء.. وبالفعل كانت التجربة ثرية جدا.. وقد قلت صادقا في لقائي مع إذاعة «شدى أف أم» كازابلانكا وفي لقاء عبر الهاتف مع إذاعة في طنجة هذه الجملة: «إن في المغرب نعما لو عرفها الناس لحاربوا المغربيين عليها».
وحول هذه التجربة القيمة يقول د.البكري: إن أطفال المغرب أحدثوا في نفسه انطلاقة جديدة، حيث ظهر لديهم عشق كبير نحو الكتاب، ونحو القصص العربية، ورغم صعوبة اللهجة في البداية إلا أن بعضهم كان يتحدث معي باللهجة اللبنانية، وبعضهم باللهجة الخليجية، وبعضهم باللغة الفصحى، وحتى أنهم قاموا بشرح بعض الكلمات والجمل المغربية، والأمثال التراثية الجميلة التي تنم عن حضارة كبيرة، ووعي طفولي وحضاري واجتماعي.
وأضاف د.البكري: لقد طرح علي أطفال المغرب الكثير من الاستفسارات حول الكتابة والتأليف، وقد وجدت كثيرا من قصصي منتشرة في مختلف المدارس، وهي مقررة على الطلاب كمادة أساسية، كما أني حضرت بعض المسرحيات التي اقتبست من قصصي، وكان بعض الأطفال يحفظون بعض القصص ويلقونها أمامي بطلاقة كبيرة.
ولفت الزميل د.البكري إلى أهمية مثل هذه اللقاءات والزيارات، لما تتضمنه من معان تربوية وإنسانية عميقة، تفسر عمق المحبة بين المشرق والمغرب الإسلامي، وقال البكري ان مفاجأة الزيارة هي إعلان مجموعة مدارس موليير عن إقامة جدارية كبيرة، إلى جانب جدارية أخرى مقامة في البهو الرئيسي للمبنى الجديد للمجموعة، وتتضمن قصة حياة الشاعر الكبير موليير، حيث قررت إدارة المجموعة وعلى رأسها صاحب المدرسة علي جبراني ومديرتها الأستاذة زهرة إقامة جدارية كبيرة تتضمن سيرة الكاتب اللبناني المقيم في الكويت د.طارق البكري.
ووجه الزميل البكري في هذه المناسبة تحية كبيرة إلى الشعب المغربي الشقيق، ولكل من ساهم بتوصيل هذه المؤلفات إلى الأطفال، محييا الطفولة في الكويت والإعلام الكويتي، الذي انطلق منه الزميل البكري حيث كانت خطواته الأولى من الكويت، التي وجد فيها مكانا يستقر فيه ويطلق مؤلفاته حول العالم.
وكشف د.البكري أن المغرب شهدت الإعلان عن آخر إصداراته وهما روايتان للناشئة بعنوان «البوسطة» و«وجه القمر»، مشيرا إلى أنه فور صدور هاتين الروايتين تم إقرارهما في المدارس التي قام بزيارتها، حيث قام الطلاب بقراءة بعض النصوص، واستعراض الأفكار المختلفة أمام المؤلف.
المصدر جريدة الانباء الكويتيه