قطع بونزي مسافات طويلة ولم يدرك أي فريسة.. فعاد وأسند ظهره إلى صخره ليرتاح قليلاً.. وبعد وقت يسير.. لا هو بالطويل ولا بالقصير من بدء المسير؛ لمح فأراً رمادياً يقفز أمامه مثل أرنب رشيق.. فاستخف به وسخر من حجمه الصغير ولحمه الضئيل.. فقال في نفسه: "أنا الثعلب لا كذب.. آكِلُ من النعاج السمينة ومن الخراف البدينة.. لست ذئباً ولا ابن آوى.. فكيف آكل مثل هذا القارض، وأنا الثعلب ذو القصص الشهيرة.. والحكايات المثيرة.. كيف أهبط إلى هذا المستوى؟!".. (من رواية بونزي الثعلب)