قصة: د. طارق البكري
قالت البومة: لا أحد يحبني! صحيح أنني لست جميلة وصوتي ليس كتغريد البلابل، لكن هذا ليس ذنبي... فلماذا تكرهني الطيور الحيوانات وتخاف مني ومن صوتي؟!
كانت البومة تتمنى مجالسة الطيور والجميع الحيوانات، لكن الجميع كان يبتعد عنها لقبح شكلها وضخامة صوتها..
فعاشت وحيدة تتأمل النجوم والسماء.. وفي ليلة فلاحظت شيئاً غريباً لا يكون بمثل هذا الوقت من السنة، راقبت الرياح.. تأملت اتجاهاتها.. تحسست برودتها.. فهبت مذعورة تصيح في كل اتجاه: يا أيها الطير.. يا أيتها الحيوانات.. قوموا من نومكم الريح العاصفة قادمة.. اهربوا.. اهربوا.. إلى خلف الجبل القريب.. إلى المغاور والكهوف..
وظلت البومة تصيح وتصيح حتى أيقظت جميع الطيور والحيوانات وفرت هاربة لتحتمي بالجبل والكهوف..
وبعد دقائق قليلة عصفت الريح ودمرت الريح بيوت العصافير.. وقلعت الأشجار الصغيرة... وكسرت الغصون اليابسة الرقيقة. وفي الصباح... تركت العاصفة خراباً كبيراً.. فأدركت الطيور والحيوانات أنها لو بقيت نائمة في بيوتها وفي أعشاشها لحملتها الريح معها وقضت عليها.. فذهبت الطيور إلى البومة لتشكرها وقالت لها: نأسف لأننا عاملناك بقسوة.. سامحينا أيتها البومة الطيبة..
وقال أحد الطيور: اطلبي منا ما تشائين أيتها البومة الطيبة. قالت لهم: لم أقم إلا بواجبي، لكن هل تقبلوني صديقة لكم؟ فأنا أحبكم جميعاً.. شكلي وصوتي ليسا هما قلبي...أحبكم.. صدقوني..
دنت الطيور تقبل رأس البومة وقالت: كم أنت طيبة يا صديقتنا الغالية..
فقالت بفرح: أنا صديقتكم الغالية!!
ثم عاشت في صداقة دائمة مع جميع سكان الغابة، وظلت تقوم بمراقبة الريح لتحمي الطيور من الأخطار والمهالك.