نملة تركض قرب النهر
قصة: د. طارق البكري
نملة تمشي قرب حافة نهر، والنهر يعبر أمامها منطلقاً مثل رصاصة..
احتارت النملة من النهر الذي يركض ولا يتعب من الركض.. تمنت لو كان هذا النهر عسلاً لذيذاً حتى يأكل منه مجتمع النمل الذي يستوطن الغابة من قرون..
تساءلت النملة: لماذا لم يكن هذا النهر الجارف عسلاً؟ ألن تكون حياتنا - نحن معشر النمل - ألذ وأجمل بدلاً من التعب الكثير طوال اليوم بحثاً عن طعام، والتعرض للخطر عند التنقل باستمرار من عدونا الخطير آكل النمل!
شعرت النملة أن شيئاً ما في داخلها ينقبض.
كان إحساس قلبها الصغير القريب من رأسها يتحرق على شيء لا يمكن أن يحدث.
عادت تقول: إلى أين يا ترى يذهب هذا النهر الكبير؟ لم يذكر لنا أجدادنا النمل في قصصهم التي نتوارثها جيلاً بعد جيل عن مصير النهر، كما أنهم لم يقولوا لنا من أين يأتي النهر، وما هي النبتة العملاقة التي يعصر منها الماء كما نعصر طعامنا ونمتصه من كثير من الأطعمة.
ضحكت النملة من تفكيرها وقالت: لست متأكدة مما أقول.. لكني أعرف أن هنالك ماء يسقط أيضاً من السماء.. ويأتي من مكان مرتفع لا أرى فيه نبتاً ولا شجراً!
أحست النملة بسذاجتها عندما حملت الريح إليها نقطة ماء باردة ارتطمت بصخرة وسط النهر فارتفعت نحو الضفة..
رشفت النملة نقطة الماء الباردة بلذة بالغة.. كانت أطيب عندها من العسل ثم عادت تبحث عن رزقها بكثير من النشاط.. وكانت تركض مثل النهر.